لم يمرّ بتاريخ قداس عيد ما مارون عبر السنين ان ألقيت عظة مدوّية كالتي ألقاها راعي أبرشية بيروت المارونية المطران بولس عبد الساتر يصف فيها معاناة اللبنانيين ويؤازر الثوار الحقيقيين إزاء الأداء السياسي والاقتصادي والمالي.
وبعد ذلك نسأل: علام الخوف؟
ونتساءل لماذا إستنزاف كل الاجهزة الأمنية حول مجلس النواب لنيل الثقة؟
***
إذا الشعب اقتنع بالبيان الوزاري فهذا الشعب الحضاري بنفسه ومن واجبه تسهيل مرور النواب الكرام وفتح الطرقات أمامهم للوصول الى المجلس النيابي.
الثقة هي موافقة الشعب اللبناني الأبي على البيان الوزاري الذي وُضع لخدمتهم وليس كما ذكرتم لخدمة "ناس بالساحات" كما جاء دولة الرئيس المكلف د. حسان دياب، بل نحن شعب لبنان الأبي نزلنا غضباً الى الساحات.
***
مما لا شك فيه ان الدكتور حسان دياب، اكاديمي محترم، شفاف، من صاغ البيان الوزاري وضع "الشفافية" في كل محطة وأكَثَرَ من كلمة "شفافية" علينا نحن الشعب اللبناني الذكي، لهذا انتفض فلأن الشفافية نهجٌ لم نَلْمُسه منذ عقود.
***
ربما لو تركوكم دولة الرئيس على مبادئكم وشعاركم كما وعدتم به الشعب الثائر ولم يتدخلوا معكم في وزارات منها "المقنعة" ومنها "جوائز ترضية"، لهذا وضعوكم في مواجهة ثقة الشعب، وهم وراءكم لا على بالهم بال، أمورهم ماشية وبأحسن حال.
***
بيانكم الوزاري هو تبنٍ من الحكومة السابقة فيه شرح لكل الثغرات وكأن الشعب اللبناني الأبي في الصف الإبتدائي حيث نهبوه وسرقوه وأوصلوه الى الافلاس وعلى سبيل المثال لا الحصر، نقطة أولى هي مصلحة سكك الحديد المتوقفة منذ أكثر من 30 عاماً ولها ميزانيتها، تحتاج منكم دولة الرئيس الى قرار وتوقيع لتوقفوا هذه المهزلة.
نقطة ثانية الأملاك البحرية وما أدراكم ما هي.
سلبوا بحر الوطن، بلطوه، بنوا عليه، سعّروا سعر المتر وباعوه بأغلى الاثمان، والشعب يعلم ان لا حكومة قبل حكومتكم سمحت بدفع الضرائب على الأملاك البحرية، وكيف من "إستملك البحر" يدفع عليه ضرائب؟
يا ترى هل باستطاعتكم دولة الرئيس المكلف ان تأخذوا قراراً باستيفاء كل الرسوم الضريبية مع مفعول رجعي؟
***
مصيبة لبنان وقهره، للأسف من هذه الكلمة "مَقْبَرة" الكهرباء دينها 45 مليار دولار ولا كهرباء، ربما خفضوا "لكسرة العين" كم مليار لبناني.
هذه المعضلة الكبرى وهي سبب من أسباب إفقار الشعب بأكمله، وليس في الأفق القريب أو البعيد أمل بالنور.
***
في بيانكم الوزاري تكلمتم عن العودة الآمنة للنازحين السوريين، أنتم دولة الرئيس المكلف، أكثر العالمين ان سوريا وبعد حربها الشرسة على الإرهاب عندها كهرباء، ماء، أمن، ما عدا منطقة إدلب وستعود عاجلاً أم آجلاً الى هدوئها.
فهذا يتطلب منكم والحكومة قراراً وهنا نستعمل "كلمة شفافية"، لبرمجة العودة الحضارية الآمنة للنازحين.
***
كانت الدول الخليجية من أول الدول التي أعطت هبات ومساعدات لإعادة اعمار لبنان بعد الحرب المدمرة وبالأخص بعد العدوان الاسرائيلي الغاشم على لبنان في تموز 2006، فهل تستطيعون سؤال الحكومات السابقة: كيف تبخّرت الهبات والمساعدات؟
ومن كان يتحفنا برئاسة الحكومة؟
أحد كبار اللبنانيين المغتربين قسراً والمقيم في دولة الإمارات العربية المتحدة يأسف الا تكون حكومتكم باستطاعتها الانفتاح وأخذ "وَعدٍ" منكم بعدم التعرض أو المسّ بأي شكل بأمور وشؤون دول عربية خليجية التي احتضنت لبنان وكل مواطن لبناني بكرامة وفتحت لهم آفاق العمل والربح الناصع الشريف.
***
أما الدول الأوروبية الصديقة ومنها فرنسا وغيرها والتي أيضاً أعطت الكثير من باريس 1 و باريس 2 وباريس 3 وذهبت عطاءاتها الى جيوب الفاسدين المعروفين الى ان صرحت امنا الحنون عبر وزير خارجيتها جون إيف لودريان انها لن تعطي لنا فلساً واحداً ان لم يكن هناك اصلاحات جذرية.
***
سؤالٌ واحدٌ يساور الشعب اللبناني الأصيل الثائر:
هل بإستطاعة حكومتكم وضع قانون باستعادة المال المنهوب، حيث أصبحت الأسماء على كل شفة ولسان والثراء غير المشروع ظاهرٌ مثل عين الشمس.
أم انه حلمٌ يبقى في مخيلةِ الشعب من جيلٍ الى جيل؟