أبدى رئيس "حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع استغرابه أن "تسبق الموازنة جلسة منح الثقة"، لافتًا إلى أنّ "التسلسل الطبيعي هو أن تنال الحكومة الثقة، من ثمّ أن تستردّ الموازنة فتراجعها، ولو سريعًا، لتعيدها من جديد الى مجلس النواب لإقرارها".
وأوضح في حديث صحافي، أنّ "تعطيل النصاب غير ممكن، فالأكثريّة النيابيّة تملك على الأقلّ، القدرة على تأمين حضور سبعين نائبًا، ومنع النواب من الوصول صعب في ظلّ التدابير الّتي اتّخذها الجيش اللبناني والقوى الأمنيّة، كما أنّ هدفنا ليس إلغاء المؤسّسات بل تحسين وضعها"، مركّزًا على أنّ "وجود الناس في الشارع منذ 17 تشرين الأول 2019 عامل مهمّ جدًّا، ولولاه لما تحقّق شيءٌ، ولكن هناك ساحات أُخرى من ضمنها ساحة مجلس النواب الّتي علينا أن نستفيد منها لرفع الصوت، ونحن نتماهى مع نظرة الناس لناحية توصيف الوضع ومسؤوليّة الأكثريّة النيابيّة والوزاريّة في إيصال البلد إلى ما وصل إليه، وعدم اتّخاذ التدابير اللّازمة للخروج من هذه الأزمة بل الاستمرار في النهج نفسه، في وقتٍ يتلهّى هؤلاء في البحث عن وجود دوافع خارجيّة وراء نزول الناس إلى الشارع".
وأشار جعجع إلى أنّ "هذه الأكثريّة أوصلت حكومةً جديدة في الشكل، ولكنّها لا تختلف في المضمون عن الحكومة السابقة، والبعض أتى بمستشاريه بدلًا منه، وخيبة الأمل الكبيرة كانت في البيان الوزاري. وإذا كنّا نحمل التوصيف نفسه للواقع، مثل الناس، فإنّ من واجبنا كقيادات وقوى سياسيّة أن نترجم ذلك إلى خطواتٍ عمليّة، فكانت استقالة وزرائنا من الحكومة والمشاركة في الحراك تحت سقف هذا الحراك، والخطوة التالية هي دعوة نوّابنا للمشاركة في جلسة الثقة وليتابعوا العمل الذي بدأناه منذ 17 تشرين".
وعمّا إذا كان موقف "حزب الكتائب اللبنانية" بمقاطعة جلسة الثقة يشكّل إحراجًا لـ"القوات اللبنانية"، أكّد أنّ "أبدًا، و"الله يوفّقن" بالموقف الّذي يتخّذونه، وهذه المواقف تصبّ كلّها في خانة واحدة ولكن وفق أساليب مختلفة، وأكرّر أنّ ما يحصل في الشارع مهمّ جدًّا ولكنّه ليس وحده من ينقذ لبنان، بل ما ينقذه هو ترجمة مطالب الناس من قبل قوى سياسيّة"، منوّهًا إلى أنّه "كلّما زاد عدد النواب أصبح نيل الثقة أصعب، ما يعني أنّ خيار المقاطعة يضرّ ولا يفيد، من هنا فإنّ مقاطعة "الكتائب"، ولو أنّ نيّته ليست كذلك، تساعد في نيل الحكومة الثقة".
وحول الدور الّذي أدّته القاعدة "القوّاتيّة" في الفترة الأخيرة في اتخاذ تكتل "الجمهورية القوية" لبعض القرارات، ذكر أنّ "القاعدة كانت حاضرة معنا عند اتخاذ عدد من القرارات، وأهمّها عدم تسمية رئيس الوزراء السابق سعد الحريري لتشكيل الحكومة، مع التأكيد أنّ هذه القاعدة تتأثّر أيضًا بقرارات القيادة الحزبيّة والتكتل الّذين يملكون معطيات ومعلومات تتيح لهم اتّخاذ القرارات المناسبة". وأفاد بـ"أنّني أظنّ أنّ القاعدة "القوّاتيّة" قدّمت خدمةً للحريري لأنّ تراكمات عشرات السنين و"خنفشاريّات" السنوات الثلاث الأخيرة "رح يبجّوا بوجّ" أيّ حكومة جديدة، إلّا إذا كانت حكومة استثنائيّة، وللأسف الحكومة الحاليّة ليست استثنائيّة بشيء، وما رأيناه منها حتّى الآن لا يبشّر بالخير".
كما كشف جعجع عن اتصال رئيس الحكومة حسان دياب به، لمعايدته بعيد الميلاد، فقلت له: "دولة الرئيس نحن لا نعرفك، ومفتاح النجاح هو أن تكون مستقلًّا وأن تقوم بشيءٍ مختلف، ولكن للأسف لم نرَ ذلك حتى الآن، والمشهد في جلسة الموازنة كان مخيّبًا، ماديًّا ومعنويًّا". وعمّا إذا كان يعني ذلك أنّ الأزمة مستمرّة، أقلّه حتّى موعد الانتخابات النيابيّة المقبلة؟ فسّر أنّه "ليس بالضرورة، وما من أحدٍ يعلم ما هي التطورات التي ستحصل".
وسأل: "من كان يتوقّع أن يأتي مار مارون لنجدتنا؟"، لافتًا إلى أنّ "العظة الّتي ألقاها متروبوليت بيروت المطران بولس عبد الساتر في عيد القديس مارون ليست حدثًا عابرًا، خصوصًا أنّها قيلت أمام المسؤولين في الدولة، وتحديدًا أمام المسؤول الماروني الأوّل، وهي تشبه ما يقوله كثيرون في السرّ وتعبّر عن مواقف ثلثي الشعب اللبناني على الأقلّ".
إلى ذلك، جزم بـ"عدم وجود تواصل مع "التيار الوطني الحر"، مبيّنًا أنّه "حصل لقاءٌ منذ فترة لأسباب غير سياسيّة، إلّا أنّ التواصل الّذي تمّ في السابق أتى بنتائج عكسيّة و"مين جرّب مجرّب كان عقلو مخرّب". وجميعنا يذكر الاحتفاليّات بهذه العلاقة بيننا وبين "التيار الوطني" والأغنيات الشعبيّة والاجتماعات بين القواعد، كما أقيمت للنائب ابراهيم كنعان والوزير السابق ملحم الرياشي زياحات في مختلف المناطق، وقلنا إنّ ما من شيءٍ سيعيد التاريخ الى الوراء؛ ليتبيّن أنّنا بتنا نعيش في أسوأ مرحلة في تاريخ لبنان".