أشارت صحيفة "التايمز" في مقال نشرته للمراسل الدبلوماسي روجر بويز بعنوان "سياسة الاغتيال باستخدام الطائرات المُسيرة التي يعتمدها ترامب سوف ترتد على الولايات المتحدة".
ولفت بويز الى إن "الرئيس الاميركي دونالد ترامب ذكر لمجموعة من المتبرعين لحملته الانتخابية كيف انضم ضباط بالجيش الأميركي إليه في غرفة مؤمنة في مقر إقامته في الثالث من الشهر الماضي ليشاهدوا بشكل مباشر عملية اغتيال بواسطة الطائرات المسيرة حيث عرضوا عليه لقطات حية للموقع مرددين على اسماعه الوقت المتبقي لتنفيذ الضربة ثم بدأوا بالعد التنازلي قبل 30 ثانية حتى جاء الانفجار الضخم، ثم قال الضابط المسؤول، سيدي لقد قُتلوا".
واضاف بويز: "ضحايا صواريخ "نيران الجحيم" كان بينهم قائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، مشيرا إلى أنه "لم يكن هناك في هذه اللحظة أي نوع من القلق الذي اعترى الغرفة التي شاهد فيها الرئيس السابق باراك اوباما آخر لحظات في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن"، لافتا الى أنه "الآن أصبحت عملية اغتيال قادة التنظيمات التي تُصنف على إنها "إرهابية" أمرا معتاد، وقد كانت أول عملية يتابعها ترامب التخلص من زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، تلاها اغتيال سليماني، وأبو مهدي المهندس، نائب رئيس الحشد الشعبي العراقي".
وأوضح بويز أن "عمليات الاغتيال بواسطة الطائرات المُسيرة تتزايد كما أن التقنية المعتمدة تتطور بسرعة كبيرة لدرجة أنه من المتوقع أن تتمكن الجماعات المسلحة متوسطة الحجم من الحصول عليها واستخدامها حتى ولو كانت من حجم صغير ويتم تزويدها بكاميرات بحيث تكون قادرة على تحديد مواقع القوات المعادية والتوجه إليها والاصطدام مسببة انفجارا عبر حمولة من المتفجرات على متنها"، مضيفا: "الطائرات المُسيرة صغيرة الحجم التي تعمل باستخدام أشعة الليزر والكاميرات لتحديد هوية هدف محدد مسبقا للاصطدام به وقتله تحت البحث والتطوير في الولايات المتحدة منذ سنوات"، مؤكدا أن "هذا العمل ليس حكرا على الولايات المتحدة بل هناك دول أخرى تعمل على تطويره ويبلغ عددها نحو خمسين دولة تمتلك أجهزة مسح واستطلاع في مخازن سلاحها وبالتالي لو أصبحت عملية الاغتيال بواسطة الطائرات المُسيرة أمرا طبيعيا فلا يمكن استبعاد أن تشارك هذه الدول تقنيات من هذا النوع مع الميليشيات المتعاونة معها"، مشيرا الى أن"سوريا أصبحت ساحة اختبار للأسلحة الروسية الجديدة، وليبيا التي توفر ساحة أخرى لمختلف الأطراف لاختبار الطائرات المُسيرة التركية الجديد، مثلا، في مقابل أسلحة صينية".