فخامة الرئيس احتفلتم بالأمس بعيد ميلادكم اطال الله بعمركم وحفظكم مرجعية يحتكم اليها الناس في عزّ أزماتهم وبعد،
قد يبدو المشهد سوريالياً... سرعة قياسية تأخذ البلاد نحو الانهيار فيما في الوقت عينه يتحرك بعض المعنيين بسرعة السلحفاة وكأن لا اجتماعات عمل متواصلة ضرورية ولا خلايا تفعّل النائم في الادراج ولا أزمة تتطلب العمل ليلاً ونهاراً...
وانت تشاهد التلفزيونات العاملة في لبنان تجذبُك حرارة النقاشات ندفع أو لا ندفع؟ وصفات صندوق النقد الدولي، أزمات المصارف.. وفي كل ذلك كلَ يغني على ليلاه...
***
وحده سيد قصر بعبدا، يَكْسر الصمت:
توافقُهُ أو لا توافقُهُ الرأي، يبدو سيَد القصر متيقظاً بحكمتِهِ لفداحة ما وصلت اليه البلاد ولكلفة الإصلاحات التي تأخرت والتي لو تم السير بها، كما كانت تطلق صفارات الإنذارات حولها من سنين، لما كنا وصلنا الى ما وصلنا اليه.
***
وفي المعلومات ان اسئلة واستفسارات رئيس الجمهورية العماد ميشال عون خلال اجتماع بعبدا المالي الخميس الماضي كانت أكثر من استفسار... وصلت الى درجة التحقيق الميداني على سبيل المثال حول الرقم الحقيقي لإحتياطي مصرف لبنان من العملات الاجنبية ومواجهته الحاضرين بالأرقام والدلائل مما جعل الجميع مرتبكاً ومحرجاً أمام دقة المعلومات التي استفاض بها والتي من خلالها أمكن بناء تصوَر أولي لكيفية مقاربة مسألة اليوروبوند واستحقاقات العام 2020.
أضف الى ذلك تؤكد المعلومات ان العماد ميشال عون كانت له الكلمة الفصل والأساس في اعتماد خيار Bot لإحدى الشركات الاجنبية...
***
في ملف الكهرباء كان حاسماً في الكثير من التساؤلات حول دور التيار الوطني الحر في الاستفادة من هذا الملف وقاطعاً الطريق على كل المصطادين بالماء العكر...
ويبدو شبه حسم ملف الكهرباء من ضمن سلة متكاملة من القرارات غير الشعبية التي ستتخذ وترفع الى وفد الصندوق الدولي الى لبنان.. وهي على سبيل المثال إضافة الى الكهرباء رفع سعر صفيحة البنزين ورفع الـ TVA.
هذه أمثلة نماذج حول مقاربة رئيس الجمهورية لملفات أساسية يقرر فيها ويبادر ويحسم: وتبدأ في ملفات الفساد والمالية العامة، ولا تنتهي بالتدخل في قرار شركة طيران الشرق الأوسط بيع التذاكر بالدولار الأميركي.
بحكمتِهِ، وخبرتِهِ وايمانِهِ بلبنان، لا يبدو رئيس الجمهورية بعيدا عن الثوار يتصرف وكأنه هو والثوار في "حال واحد" وان ما يطلقه الثوار هو ما كان يطالب به... من هنا فهو يلتقي مع كل ما يطلقونه وهو ليس بعيداً عنهم.
***
يترك رئيس الجمهورية أسس العمل بدستورية للحكومة الجديدة وهو حاضر ليساعدها على نار الاصدقاء قبل نيران الأعداء والخصوم.
وينقل عن مصادر مطلعة بأن الجولة الخليجية التي سيبدأها الرئيس دياب الى المملكة العربية السعودية، شابتها نقطتان سياسية وبروتوكولية على اداء رئيس الحكومة، سياسياً: لو تأخر الموعد الى ما بعد طلب المساعدة المالية من المملكة العربية السعودية.
1- استقبال رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني بأول اطلالة لحكومته وهذا قرار يعود الى الحكومة.
2- خطأ تكتيكي بروتوكولي، إذ أرسل صديقاً له لطلب مواعيد من وزارة الخارجية السعودية مواعيد لدولته "دُكما" بينما الأصول البروتوكولية السائدة في جميع الدول الخليجية تقضي بأن يتصل رئيس الحكومة شخصياً بالديوان الملكي أو بديوان ولي العهد وكل أمير على رأس وزارة ويطلب قبول تلبية الدعوة.
ربما تتجاوز المملكة هذا الخطأ البروتوكولي، ولكن من المؤكد لا مساعدات بالمدى المنظور.
الكرة في ملعب الحكومة لتلقف مبادرات وحركة رئيس الجمهورية فهل هي حاضرة؟ لنتأمل...