رأى الاتحاد الماروني العالمي تعليقا على ما يجري في لبنان وخاصة بعد خطبة مطران بيروت بولس عبد الساتر، أن "ما يجري في لبنان من تفلّت من يدّعون المسؤولية وممارسة السلطة من كل قيود الحكمة والضمير ومستلزمات القيادة، يدعو للأسف الشديد ويجعل بلدنا الذي كان منارة للشرق يعود إلى عصور الظلام والتبعية البغيضة".
ولفت إلى ان "ثورة اللبنانيين على الواقع المرير هي تعبير تلقائي وعفوي على الحالة الرديئة التي وصلت إليها البلاد وقد أفقرت المواطنين وجوّعت الناس ليتنعّم بعض الفاسدين بالأموال العامة ويكدّسوا الثروات التي لا يستحقونها ويحمّلوا البلاد ديون وأعباء تخلّفهم وسرقاتهم التي تعيدنا إلى ايام السلاطين الذين لم تكن تعني لهم الرعية سوى عبيدا يعملون لدفع الضرائب وارضاء السادة"، مشيرا إلى ان "ضمير لبنان لم يمت ويوم سمعنا مطران بيروت الذي، وفور تسلمه لمهامه، بدأ ببيع مقتنيات الوجاهة ومظاهر الثروة والعز ليوزعها على المحتاجين في ابرشيته كمثال للراعي الصالح، سمعناه وفي قداس أب الطائفة يتوجه بكل جرأة للروؤساء الثلاثة الحاضرين أمامه منبها ومحذرا بأن القيادة مسؤولية والبلاد أمانة في أعناقهم وأن الشعب الجائع لن يسكت على الضيم".
وأكد ان "إن الاتحاد الماروني العالمي بما يمثل من طاقات في جميع أنحاء العالم يهنيء اللبنانيين بهكذا رجال دين كالمطران بولس عبد الساتر والمطران الياس عودة وغيرهم من المتحلين بالشجاعة والاقدام وهم يستبقون الأمور وقد أنعم الله عليهم بالبصيرة وبعد النظر ليفهموا من في سدة الحكم بأن السلطة تحتم النزاهة والضمير وأن الله الذي يجازي بالخير من يعمل بعدل وتدبير، لا يمهل الفاسدين إلى ما لا نهاية. وقد يكون مصيرهم سيئا سيما وأنهم يشوّهون وجه لبنان هيكل الله وبلد الرسالة"، معتبرا ان "التلطي خلف مقولة الخوف من سلطة السلاح المستقوي بالطاغوط الفارسي الذي يمارس إذلال كل المنطقة هو جبانة وقصر نظر وكل من يجلس في سدة المسؤولية يجب أن يدل على مكامن الخلل ليصلحه ولا يجوز أن يعطى الأشرار الفرصة تلو الأخرى للسيطرة على البلاد واستعباد الناس بإذلالهم وتحقيرهم وإرهابهم".