صَدَق مَن قال: "وليس يُرشق إلا مثمرُ الشجرُ".
طلال حواط، وزير الإتصالات الجديد، "مُثمِر" ولهذا السبب يُرشَق، آتٍ من عالم الإتصالات وليس دخيلًا عليه كما كان يدخل بعض الذين لا يعرفون هذا العالَم التكنولوجي المعقَّد والذي فيه كل يوم شيءٌ جديد .
ينطبق على طلال حواط القول المأثور: "إعطِ خبزَك للخباز ولو أكل نصفه" فكيف إذا كان "الخبَّاز" لا يريد أكل نصفه؟
***
ملفات كثيرة أمام وزير الاتصالات طلال حواط، أبرزها ملف استرداد قطاع الخلوي للدولة، فإستمرار شركتي الخلوي في إدارة القطاع يشكّل مخالفة صريحة للقانون .
ومن اللحظة الأولى لدخوله الوزارة بدأ بنفضة أقل ما يُقال فيها إنها تحسِّن القطاع، فبدأ بالأَثقال التي تُتعب كاهل الوزارة لجهة التوظيفات السياسية التي لا تراعي الكفاءة بل التنفيعات، بدأت عمليات الصرف فتصاعدت الصرخة وبدأت السِهام تستهدفه .
لا كيدية سياسية على الإطلاق في ما قام به، فعمليات الصرف طاولت موظفين محسوبين على أكثر من جهة سياسية وحزبية.
قرارات الصرف طاولت موظفين في مرتبات عالية ورواتب عالية، وهذه التوظيفات كانت تشكِّل فضيحة لأنها شملت أسماء تولت مناصب بارزة وعندما أصبحت في التقاعد جرى توظيفها في الإتصالات !!!
***
لماذا الحملة المُبكِرة على الوزير طلال حواط؟
ألستم جميعًا مَن تريدون التطهير الإداري؟ إذًا ما الخطأ الذي يرتكبه حواط؟ هل لأنه تجرأ فيما انتم تخاذلتم في ما سبق؟ دعوه يعمل بدل ان تُنكِّدوا عليه عمله وواجباته .
هل تتذكرون الصرخات التي تعالت والتي تحدثت عن توظيف المئات ممن لا عمل لهم سواء في أوجيرو أو في شركتي الخليوي؟ الأرقام باتت موجودة فلماذا لا تدعونه يعمل ويقوم بما تلكأ الآخرون عن القيام به؟
تذكَّروا ما قاله عند تسلمه الوزارة: سيكون كل العمل في الوزارة شفافاً، وسأحرص على الترحيب بكل الآراء الخبيرة في هذا المجال.
أتفهم المهمات المطلوبة والأولويات وأتمنى تحقيق المصلحة العامة.
حاكموني على ادائي من الآن وصاعداً وليس على الأمور غير الجيدة المتراكمة في وزارة الاتصالات.
هل من جرأة أكثر من هذه الجرأة؟ وهل من شفافية أكثر من هذه الشفافية؟
***
لا يقول هذا الكلام إلا مَن جاء إلى الشأن العام حاملًا ثقله من الشهادات والخبرات :
طلال حواط عمل لدى شركة “Cisco” العالمية لمدة ١٩ سنة منذ العام ١٩٩٩ ولغاية العام ٢٠١٨، حيث قضى منها ٨ أعوام في الولايات المتحدة الاميركية و١١ عاماً في لبنان في مختلف مواقع هندسية وإدارية، وهي شركة تعمل في مجال
هندسة الاتصالات والمعلومات ولديها فروع في كل انحاء العالم. شارك في هندسة وتصميم وتطوير شبكات الإنترنت الثابتة وشبكات الخليوي في كل المناطق اللبنانية وفي الدول المجاورة، كما ساهم في تصميم وتطوير الشبكات الخاصة للمؤسسات والمصارف الكبرى في لبنان وفي دول المشرق العربي. وهو حائز على عدة جوائز برتبة امتياز بسبب التَمَيّز والتفاضل بين زملائه المهندسين العاملين في الشركة وبسبب الكفاءات والمهارات التقنية العالية لديه خلال الـ ١٩ عاما في الشركة “Cisco” ومنها: جائزة افضل المهندسين من النخبة ”John Chambers Award” لعام ٢٠٠٢، وجائزة “Chairman’s Club” لعام ٢٠١٦.
***
هل تريدون أكثر من ذلك؟
دعوا الأجراس تقرع في لبنان لأصحاب الاختصاص الشفافين، وليس بالخارج لما آلت أمورنا المالية الى الإفلاس.