وصفت صحيفة "الفايننشال تايمز" في مقال افتتاحي عن تعامل المجتمع الدولي مع مأساة إدلب في سوريا، بأنه "مخز"، وطالبت الغرب بأن يواجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأدلة جرائم الحرب في سوريا.
ولفتت الصحيفة الى إن النزاع السوري أدى إلى هجرة نصف مليون شخص ونزوح نصف عدد سكان البلاد قبل بداية الحرب، الذي كان 22 مليون، 6 ملايين منهم عبروا الحدود. وتوقعت أن تكون الموجة الجديدة من النازحين نحو الحدود التركية هي الأكبر منذ بداية النزاع، ويمكن أن تفجر أزمة مهاجرين جديدة مثل تلك التي عاشتها أوروبا في 2015 و2016، والتي أذكت نيران معاداة الأجانب.
ولفتت الصحيفة البريطانية الى أن روسيا تعرف ذلك وتستعمله لتخويف الاتحاد الأوروبي ودفعه إلى قبول نظام الرئيس بشار الأسد، وضخ الأموال لإعادة بناء ما خربته الحرب في سوريا.
فتركيا، وفق الصحيفة، تستضيف حاليا 3.6 ملايين مهاجر سوري وتتلقى دعما ماليا من الاتحاد الأوروبي من أجل استضافتهم، وتهدد بين الفينة والأخرى بفتح طرق الهجرة إلى أوروبا أمام المهاجرين السوريين، ما لم تحصل على دعم لبناء منطقة عازلة على الحدود السورية ضد المليشيا الكردية.
واعتبرت إن إدلب تمثل النموذج الصعب الذي جعل الولايات المتحدة وأوروبا تمتنع عن دعم المعارضة السورية التي كانت شاملة في البداية قبل أن يختطفها الإسلاميون المتطرفون. فالمدينة فيها نحو 20 ألف من المسلحين المرتبطين بتنظيم القاعدة، ولكن فيها أيضا 3 ملايين مدني، وليس لهم مفر وأطفالهم يموتون من البرد.
واوضحت "الفايننشال تايمز" إن "القنابل والصواريخ تسقط على بيوتهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وأسواقهم، إنهم ضحايا جرائم الحرب التي يقترفها نظام بشار الأسد ورعاته". ورأت أن رد الدول الغربية على مأساة إدلب كان مخزيا. فقد استعملت روسيا حق النقض في مجلس الأمن لحماية سوريا 14 مرة بين 2011 و2019، وغالبا بدعم من الصين. ولكن الولايات المتحدة اكتفت بالمراقبة ولا حركة للأوروبيين.
فالغرب، حسب الصحيفة، يملك أشياء تريدها روسيا وإيران، من بينها رفع العقوبات. ولابد من مواجهة الرئيس فلاديمير بوتين بأدلة عن جرائم الحرب قبل أن تتحول إدلب إلى حمام دم، وقبل أن يشتت مليون آخر من السوريين.