لفتت صحيفة "التايمز" في مقال كتبته الباحثة ومديرة المركز البريطاني للسياسة الخارجية، صوفي غاستون، تتحدث فيه عن تصاعد الأفكار اليمينية المتطرفة في ألمانيا، الى إن الهجرة ليست السبب الوحيد الذي يغذي الاستقطاب الاجتماعي في ألمانيا، فأزمة المهاجرين أخرجت إلى السطح مشكلة كانت تكبر منذ سنوات، وسيكون لها تأثير عميق على النسيج الاجتماعي وعلى السياسة في البلاد. فقد شهدت انتخابات 2017 العامة تراجع حزبين كبيرين، ودخول حزب من اليمين المتطرف البرلمان لأول مرة، معتمدا على شعارات معادية للهجرة.
وذكرت انه كانت خسارة أنغيلا ميركل، مستشارة ألمانيا، كبيرة شخصيا وسياسيا، إذ فقدت سلطة اختيار من سيخلفها في الحزب. وانتشرت أفكار اليمين المتطرف في الشطر الشرقي البلاد خصوصا، ولا غرابة أن حركة بغيدا وحزب البديل من أجل ألمانيا ولدا هناك.
واوضحت انه استغل اليمين المتطرف هذه الظروف لطرح قضايا كانت متروكة في بلاد تحاول التصالح مع ماضيها. وأتاح النقاش حول التعددية والاندماج والشرخ بين الشرق والغرب الفرصة للأصوات الغاضبة للتعبير عن نفسها ، وفي الوقت نفسه ترك المجال لخطاب معاداة الأجانب والعنصرية والقومية، وفق الكاتبة.
ورأت صوفي أن التحديات التي تواجهها ألمانيا لاحتواء اليمين المتطرف ليست فريدة من نوعها، ولكن تاريخ البلاد وتشتت الأحزاب السياسية يعمق الشقاق السياسي.