اشار العلامة الشيخ قاسم قبيسي الى انه "من النعم العظيمة التي مَنّ الله تعالى بها على عباده الصالحين أن جعل لهم في أعمارهم وأيام حياتهم أوقاتاً ميّزها عن سواها لتكون فرصة يستطيعون الأستفادة منها اغتنامها إلى فرصة تُوجب على العاقل أن يستثمرها ولا يدعها تمر كسائر الأيام الأُخر" .
ولفت العلامة قبيسي في كلمة له باستقبال شهر رجب الاصب، الى انه "من أهم هذه المنح الإلهية أشهر خصها الله تعالى بالخير واليمن والبركات وشهر رجب الحرام بداية هذه الأنوار والمنح الربانية التي تحرك المؤمن للجؤ إلى ربه والإنابة إلى خالقه وفتح فيها باب الدعاء والتهجد والعبادة. وكلما كان الإنسان في ظرف عصيب شعر بإرتباطه أكثر وكان الدعاء منه أصدق".
واوضح بأننا "نحن اليوم ندخل في شهر وصفه الحق بأنه شهر الرحمة والإنابة ندخله ونحن نعيش أيام عصيبة وحرجة لا ينفع معها إلا العودة إلى منبع الرحمة ومبدأ الخير علينا أن نحاكم أنفسنا ونراجع أعمالنا ماذا أسلفنا حتى صرنا إلى ما نحن عليه. ومراجعة الذات أمر جميل ومحاسبة النفس أمر عسير والإعتراف بالخطيئة أمر لا مناص منه للخروج مما نحن فيه فكم إنجررنا خلف رغباتنا، وانحرفنا عن جادة الطريق ، والخطر إذا كنا نعتقد أن هذه إرادة السماء وأنّا نسير في ركاب الحقيقة وإذا بنا في عالم أخر لعل الله رحمة منه بنا أراد أن يُوقظ بنا جانباً، أصبح من العتمة ما كان سبباً لبُعدنا عن جادة الصواب ولم يكن ما نحن فيه من بلاءات ومحن إلا بما أقترفته أيدينا".
واشار قبيسي الى ان "هذا الشهر المبارك بداية نعمة عظمى من رب رؤوف عطوف على عباده يريد لهم العودة والالتفات إلى ما غفلوا عنه. أيها الأحبة ليس من العيب أن نقرأ صُحف أعمال ونحن بكامل أمكانياتنا وقدراتنا قبل أن يأتي اليوم الذي نُأمر فيه (إقرأ كتابك) ولا نستطيع أن نغيّر شيئاً منه. نسأل الله عز وجل أن يجعل هذا الشهر الكريم علينا شهر خير وبركة ويكشف عنّا كل سؤ وبلاء ويحرسنا بعينه التي لا تنام".