استقبل رئيس الجمهورية ميشال عون، وزير الطاقة والمياه ريمون غجر ورئيس هيئة ادارة قطاع البترول السيد وليد نصر، مع وفد من مسؤولي شركة " توتال" التي تتولى حفر اول بئر نفطي في المياه الاقليمية اللبنانية " في البلوك رقم 4". وقد اطلع الوفد الفرنسي الرئيس عون على الترتيبات المتخذة لبدء اعمال حفر البئر خلال الساعات القليلة المقبلة، والاجراءات المتخذة لذلك.
وبعد اللقاء، أعلن غجر "أننا قمنا مع شركة "توتال" ورئيس هيئة قطاع البترول بزيارة بروتوكولية الى رئيس الجمهورية، قبيل البدء بحفر اول بئر في البلوك رقم 4 الذي سيجري خلال الساعات والايام المقبلة"، وردا على سؤاال عمّا اذا كان البدء بعمليات الحفر في البلوك رقم 9 في نهاية الصيف، قال: "لم يتحدد حتى الان لا التاريخ ولا الموقع بالنسبة الى البلوك رقم 9، وفي الفترة المقبلة ستعمل شركة توتال مع الهيئة على تحديد موقع البئر وتاريخ بدء الحفر فيه، لأن الباخرة التي تقوم بعمليات الحفر لديها برنامج عمل موزع على دول عدة. وعليها اولا ان تقوم بعمليات تحديد موقع البئر ومن ثم حجز موعد لها كي تأتي مثلما جرى معنا الآن، فلا يمكننا ان نتصل بالشركة ونطلب منها ان تأتي الباخرة غدا. انطلاقا من هنا واستنادا الى برنامج عمل الباخرة يمكنها ان تأتي في آخر الصيف وليس في أوله".
بدوره، شدد نصر على أن "العمل الذي قامت به وزارة الطاقة وهيئة ادارة قطاع البترول في السنوات الست او السبع الماضية سيتكلل غدا ببدء الحفر في البلوك رقم 4، نتيجة كافة القوانين والمراسيم التي اتخذت والتحضيرات اللوجستية والادارية التي أنجزت"، مشيرا الى أن "القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت قد اصبحت جاهزة لتخدم عمليات الحفر اضافة الى المروحيات في مطار بيروت، كما تم تأمين كافة الرخص البيئية المطلوبة في الوقت اللازم. وهذا عمل متكامل انجزه فريق كبير جدا من كافة الوزارات المعنية كي نصل الى موعد الغد".
وأكد أن "الهيئة ستقوم بمتابعة اعمال الحفر بشكل يومي من خلال وجود فريق عمل منها على متن سفينة الحفر، اضافة الى وجود افراد من الجيش اللبناني والأمن العام والجمارك على متنها لتأمين كافة متطلبات عمليات الحفر. وسيصدر تقرير يومي عن هذه العمليات من قبل الهيئة، واطلاع الجمهور على كافة التطورات التي ستحصل، خلال الشهرين التي ستستغرقها عمليات الحفر والشهرين الاضافيين لتحليل نتائجها. ونحن نأمل ان تكون النتيجة ايجابية فنجد نفطا او غازا تمهيدا للمرحلة الثانية بحفر آبار جديدة وتقييم الكميات التي يمكن ان تكون موجودة"، مبينا "أننا قد لا نجد الفرصة في اول بئر لنتيجة ايجابية، لكننا سنواصل ونتعلّم من هذا البئر لكي نحفر آبارا جديدة في المستقبل في البلوك 4، علما ان التحضيرات عينها تجري للبلوك رقم 9 التي ستتم فيه عمليات الحفر في العام 2020 كذلك. ونحن نقوم مع شركة توتال بكافة التحضيرات اللازمة للحفر في البلوك 9".
وردا على سؤال حول امكانية وجود عقبات تحيط بعمليات الحفر في البلوك رقم 4، اجاب نصر: "لقد قمنا بكافة التحضيرات اللازمة، وشركة توتال انجزت كل ما يلزم للقيام بعمليات الحفر. قد تحصل احيانا عقبات تقنية خلال العمليات لكننا نأمل الا تحصل. وشركة توتال هي من الشركات التي تملك خبرة كبيرة في مجال حفر الآبار، وكافة التحضيرات قد اكتملت. وفريق العمل يعرف تماما كيف يجب عليه القيام بعمله. وكلنا امل الا تحصل تعقيدات".
بدوره، اعتبر ميشال "أننا نشهد اليوم تحقيق كافة الجهود التي بذلناها منذ سنتين الى اليوم، مع وصول باخرة الحفر وبدء اعمالها وفق ما هو مقرر خلال الايام المقبلة"، مشيرا الى أنه "كان هناك انطباع بأن عملية الحفر سهلة فهي ليست كذلك على عمق يتراوح بين 1500 و2000 متر في عمق البحر. فهذا أمر بالغ التعقيد، اضافة الى انّه كان علينا القيام به في بلد جرى فيه تكوين كافة الاطر القانونية واعداد الاجازات المتعددة والمعقدة. وهذا يمثّل عملا بالغ الاهمية. وإننا فخورون لكوننا ساعدنا لبنان على القيام بهذا المسار بطريقة فاعلة وسريعة، اذا ما كان علي المقارنة مع دول اخرى. نحن نأمل ان تسير الامور بشكل اسرع، لكنني اشهد بأن كل ما تم قد جرى بطريقة نبيهة، شفافة وفي غاية الفاعلية".
واضاف: "اننا سنبدأ بعمليات الحفر وسنبذل جهدنا للقيام بها بأفضل الطرق الممكنة، بمعنى ان تجري بكل أمان بالنسبة الى الناس والبيئة ايضا، لانها عمليات معقدة، لكن من صلب عملنا ان نقوم بها بإتقان. وسنعود بعد حين اليكم، بعد نحو شهرين او اكثر بقليل من اجل النتائج. لكنني لن اضيف شيئأ الآن لأنه لا يجب تحدي المستقبل، ويبقى ان الاولوية الاهم بالنسبة الينا هي ان ننجز هذا العمل بأفضل الطرق الممكنة بالنسبة الى لبنان والى شركة توتال، ففي النهاية نحن سنقوم بإستثمار الكثير من المال، مؤمنين بنتائج ما نفعله".