دعا رئيس "لقاء الفكر العاملي" إمام بلدة عيناثا السيد علي عبد اللطيف فضل الله، إلى "استلهام الفكر العاملي التنويري وتلمّس آفاق النهج الإصلاحي، عبر إعادة تشكيل الوعي الإيماني الأصيل وتركيز البنية المعرفيّة والقيميّة المنفتحة على مكوّنات الحوار والتنوّع واحترام الآخر".
ولفت خلال احتفال تأبيني في بلدة معركة، إلى "أنّنا أمام استهدافات الحرب الناعمة في أبعادها الثقافيّة والاجتماعيّة، الّتي تعمل على إغراقنا في مستنقعات الفساد والأزمات الّتي تسقط القيم وتعطّل العقل وتؤجّج الغرائز، لنتحوّل إلى مجتمع متلقي تشغله ثقافة إشباع البطون والتسلّق والإنتفاع على حساب الدين، لنحسن التصفيق والتعصب ولا نحسن إنتاج الخيارات القائمة على الوعي والتفكّر والالتزام".
وأكّد فضل الله "الحاجة إلى نموذج رجل الدين المحكوم لخيارات القيم بعيدًا عن الحسابات الذاتيّة، لأنّ رجل الدين لا تسقطه التموضعات الفئويّة والعناوين السياسيّة الّتي تخدم مصالحه، بل تشغله الهموم التغييريّة والإصلاحيّة وإشكاليّات الواقع المتّصلة بحياة الناس وشؤون الأمة".
وركّز على "أنّنا نحتاج إلى رجل الدين الّذي يرفع صوت الناس ويتحسّس أوجاع المجتمع، فيتحوّل إلى النموذج والقدوة عندما لا يداهن ولا يهادن ولا يبتعد عن الموجبات الدينيّة الّتي تفرض صلابة الموقف واستقامة السلوك وأخلاقية الممارسة"، مشدّدًا على "ضرورة إطلاق الصرخة المدوية من قبل رجل الدين لمواجهة الفاسدين والتفلّت من الولاءات السياسيّة الضيّقة لمصلحة الفقراء والمستضعفين".