اتخذت الحكومة اللبنانية قرار وقف الرحلات الجوية والبرية والبحرية الى الدول المصابة بفايروس كورونا، وتحديدا تلك التي سُجل فيها عدد إصابات كبير جدا، كالصين، كوريا الجنوبية، إيران، وإيطاليا، ورغم أن هذا القرار كان يُفترض أن يُتّخذ منذ أسبوع على الأقل، الا أنه يأتي في وقت مهم جدا لمحاولة كبح جماح انتشار الكورونا في لبنان.
أمس تحدثنا عن المدارس وكيفية تعاطيها مع مستجدات الوضع الحالي، للمحافظة على سلامة الطلاب، خصوصا مع وجود عدد من المدارس أو المعاهد لا تلتزم بكافة إجراءات الوقاية، لا بل أحيانا تتعامل بخفّة مع أعراض بعض التلامذة، وهذا ما سنتطرق إليه بالتفصيل بتقرير قادم بحال استمراره، ولكننا اليوم سنطرق باب المستشفيات لنتعرف على كيفية تعاطيها مع الحالات التي لديها بعض العوارض المثيرة للتساؤل.
بداية تشير مصادر مطّلعة الى أن المستشفيات خلال الأيام الماضية أقامت دورات تدريبية لموظفيها، للتعرف على كيفية التعاطي مع حالات المرضى الذين يُشتبه بإصابتهم بالكورونا. وفي التفاصيل التي تتحدث عنها المصادر: "كل الموظفين في قسم الطوارىء يرتدون الكمامات والقفازات، لأنهم على تماس مباشر مع المرضى الذين يدخلون الى المستشفى، وهم أول من يستقبل المريض، وعندما يدخل أحد المرضى الى الطوارىء مصابا بعوارض تشبه عوارض الرشح والانفلونزا والكورونا يتم وضعه في غرفة مستقلة منفصلة عن باقي الغرف والأقسام".
بعد دخول المريض الى الغرفة وتسجيل معدلات مؤشراته الحيوية، يدخل إليه أحد الممرضين ليطرح عليه عدّة أسئلة هي على سبيل المثال لا الحصر: "اذا كان قد عاد من السفر خلال 14 يوما من أي دولة من الدول التي ينتشر فيها الوباء، او إن كان أحد من أقاربه قد عاد من السفر من هذه الدول، او اذا كان على احتكاك مع أي شخص يعمل بمؤسسة صحية سجّلت حالة إصابة بفايروس كورونا"، ومن ثم اذا كان الجواب على أي من هذه الأسئلة إيجابيا، يتم التواصل فورا مع مستشفى بيروت الحكومي، التي تختص وحدها بفحص المشتبه بإصابتهم بالفايروس فترسل فريقا مختصا لنقل المشتبه بإصابته.
بعد وصول المشتبه بإصابته بالكورونا الى مستشفى بيروت الحكومي وإجراء الفحوصات اللازمة له، يتم إبلاغ المستشفى التي أرسلته بالنتيجة.
يتعامل الممرضون مع "الكورونا" بمسؤولية ووعي، وهذا ما يجب أن يُعمّم على الجميع، لأن ما ينقصنا في لبنان هو نسبة الوعي.
دخل عدد من المواطنين الى مستشفى بيروت الحكومي لإجراء الفحوصات بعد ظهور بعض العوارض عليهم، فكانت نتيجتهم سلبية، فطلب منهم الفريق المختص البقاء في أسرّة الحجر الصحي، فلم يقبلوا بذلك وخرجوا فحجروا على أنفسهم في منازلهم، وتتابع وزارة الصحة حالتهم بشكل يومي. في المستشفى 15 طبيبا يشكلون فريق عمل "كورونا"، يعملون بلا ملل أو كلل ولكنهم لن يتمكنوا من القيام بكل واجباتهم بحال انتشر "الفايروس".
أما بالنسبة للمصابين به، فهم يتناولون المضادات الحيوية بحسب العوارض التي تظهر عليهم، فإن ارتفعت حرارتهم، يتناولون الدواء المخفّض للحرارة، وبحال ضيق التنفس يأخذون "الاوكسيجين"، بانتظار أن يخرج الفايروس من أجسامهم.
المصابون بالكورونا ليسوا وحوشا، ولا يجب أن يتعامل المشتبه بإصابته بالكورونا مع نفسه على هذا الأساس، والفحص لا يعتبر مذلّة، والحجر الصحي ليس عيبا، ويكفي التعامل مع هذه المسألة هكذا. نسبة الوفيات جرّاء الكورونا لا تزيد عن 3.5 بالمئة من عدد المصابين، وهيلا تُعتبر مرتفعة، ولا يُعتبر المرض قاتلا، ولكنه مؤذيا جدا لمن لا يملك الجسم السليم. نُعيد التذكير أن أهم ما في الموضوع هو زيادة نسبة الوعي، والعمل على ثقافة الوقاية.