أشار بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي مار اغناطيوس يوسف الثالث يونان، إلى أن "منطقة الشرق الأوسط تعيش حالة مرعبة من الغليان والفوضى وعدم الاستقرار والنزاعات والصراعات"، متسائلا "عن الأسباب التي دفعت دولا عظمى معروفة بنفوذها في شرقنا، إلى تجاهل شرعة حقوق الإنسان التي سنتها منظمة الأمم المتحدة، سيما في ما يختص بالحريات الدينية، فلا نسمع هذه الدول تطالب بحزم ووضوح بفصل الدين عن الدولة".
وتناول البطريرك، أثناء القداس الحبري الرسمي بمناسبة عيد مار أفرام السرياني، شفيع الكنيسة السريانية، وافتتاح مئوية إعلانه ملفانا للكنيسة الجامعة، التطورات في سوريا معتبراً أنها "لا تزال تمر بمحنة مؤلمة وظروف صعبة لم يعرف التاريخ الحديث مثيلا لها"، معبرا عن "ألمنا الشديد لما يجري فيها من إراقة دماء، بسبب أعمال عنف طال أمدها وطاولت آثارها الأبرياء والمستضعفين، ودفعت الكثيرين من الشبان إلى الهجرة"، وداعيا "أصحاب الضمائر الحية إلى أية فئة انتموا، أن يحكموا ضميرهم الوطني ويشبكوا أيديهم ويتلاقوا بالألفة والتعاون والتعاضد، فيعيدوا لوطنهم الأمن والاستقرار، بروح المواطنة الأصيلة".
وأكد أن "الحراك الشعبي على اختلاف الإنتماءات الدينية والطائفية والسياسية، فله علينا الحق أن نجدد ولاءنا المطلق له وحده كوطن نهائي للجميع"، مطالبا "المسؤولين فيه، على اختلاف انتماءاتهم الطائفية والحزبية، أن يسعوا بكل ما أوتوا من قوة وعزم إلى خدمة لبنان بصدق ونزاهة وبروح الشراكة الحقيقية"، مشدداً أنه على المسؤولين "أن يدركوا أنهم مدعوون لمحاربة الفساد، وليس للتغطية والتوافق على سرقة موارد البلد، إذ أن واجبهم الأساسي هو تأمين الحياة الكريمة لشعبهم الذي يتضور حرمانا وجوعا".
وأكد اننا "لكوننا قد عانينا الأمرين في مناطق أخرى من هذا الشرق، من أجل حريتنا الدينية وكرامتنا الإنسانية، سنظل نثمن النظام القائم في لبنان، بالرغم من نقائصه ومحدوديته"، ضارعا إلى الله "فيما نحيي مئوية لبنان الكبير، أن يحفظ هذا البلد الصغير بمساحته، والكبير بحضارته العريقة، كي يبنى ويزدهر بأبنائه وبناته الأوفياء، وطنا نهائيا للحرية، الوطن- الرسالة للعالم أجمع".