اعتبر رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع أنه "كان على وزارة الصحة اتخاذ تدابير أكثر جدية بموضوع كورونا"، لافتاً إلى أنه "كان المطلوب اتخاذ تدابير منع سفر من والى ايران والبلدان الموبوءة باستثناء اللبنانيين الموجودين هناك، والذين كان يجب تحويلهم مباشرة إلى الحجر الصحي الالزامي وليس كما حصل من حجر منزلي أو اختياري".
وفي جلسة اعلامية حضرتها "النشرة"، شدد جعجع على أن "هذا الموضوع يجب معالجته بعيداً عن السياسة ويجب الغاء السفر الى كل البلدان الموبوءة مثل ايران وايطاليا انطلاقاً من الحالات التي باتت موجودة في البلاد".
على صعيد آخر، كشف جعجع أن "من نشر خبر إصابتي بمرض السرطان هو الصحافي ريشار لابيفيير والمرتبط بالمخابرات السورية وهو يمدح في كل كتاباته بالرئيس السوري بشار الأسد"، مشيراً إلى أن "لابيفيير على ارتباط مباشر مع شخص لبناني اسمه فؤاد ناصيف الذي حاول احضار ملفي الطبي من احدى المقرّات الصحية، لكن في الحقيقة لا أمتلك أي سجل صحي وكلّفت فريقاً من المحامين الدوليين لمحاسبة من نشر هذه الأخبار".
وتطرق جعجع إلى الموضوع الاقتصادي، إذ رأى أن "الكبار في الدولة لا يعلمون ما يحصل في لبنان، فهذا البلد بات مريضاً والمعالجات الحالية أبعد ما تكون عن الجدية على الرغم من ان الموجودين في الحكومة من ذوي الاختصاص"، مشيراً إلى أن "هناك تخبطاً في الحكومة وعمل الوزارة غير مرتكز على العمل للمعالجة الجدية"، ومتمنياً نجاح الحكومة في عملها.
واعتبر جعجع أن "لا أحد يظن أن الوضع في لبنان ميؤوس منه لكن طالما أن قوى الثامن من آذار يحكمون سيبقى الوضع كما هو ولن يتغير أي شيء"، متوجهاً إلى نائب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اعتبر أن صندوق النقد الدولي "شيطان رجيم" وتساءل "لماذا لا يجد الشيخ نعيم شيطاناً آخر لنحصل على 7 مليارات دولار".
ورأى جعجع أن "لدي قناعة أنه لو شكلت حكومة سياسية لكانت ستنجح في علاقاتها الدولية"، متسائلاً "ما الذي يمنع الحكومة الحالية من أن تطهر الادارة العامة من التوظيفات العشوائية وآخرها 5300 موظف تم تعيينهم مؤخراً".
وبما يخص موضوع المعابر غير الشرعية، أوضح جعجع أن "المهم بالنسبة لنا هو هذه المعابر من القاع إلى وادي خالد لأنها تخسّر لبنان أموالاً كبيرة، ولن أتكلم عن المعابر العسكرية".
وبموضوع الكهرباء، تساءل جعجع "أين الهيئة الناظمة للكهرباء ولقطاع الاتصالات"، كاشفاً عن "وجود عروض واضحة في موضوع الكهرباء كعروض صينية تقوم على انشاء معامل دون أن تدفع الدولة أي مبلغ بالتزامن مع تأمين مولدات بديلة خلال فترة العمل"، مضيفاً "الدولة لديها مجموعة من المؤسسات يمكن تلزيمها لشركات دولية لادارتها وخلال اشهر تأتي بالمردود القوي، ونحن سنذهب إلى القضاء في ملف الكهرباء ولم يكن بإمكاننا في السابق أن نذهب للقضاء بسبب وجودنا داخل الحكومة".
وفي موضوع الانتخابات النيابية المبكرة، لفت جعجع الى أنه "يجب ان يترافق هذا الأمر مع قانون انتخابي جديد فهل نحن جاهزون لذلك؟ وفي كل الحالات فإن القانون الحالي جيد وصحة التمثيل جيدة ومن يطرح فكرة القانون الانتخابي الجديد لا يريد انتخابات مبكرة".
ورأى جعجع أن "القطاع المصرفي في فرنسا خاضع للقانون فلا يجرؤ أحد القيام بما يقوم به القطاع المصرفي اللبناني والازمة هي على المستوى السياسي"، معتبراً أن "وزراء القوات في الحكومة "ما شالوا الزير من البير" لكنهم عملوا قدر المستطاع"، مضيفاً "وجدنا انفسنا جزءاً من الانتفاضة وهي تمثل أوجاع جميع اللبنانيين".
ورداً على سؤال، تمنى جعجع "انشاء جبهة موحدة مع الحزب التقدمي الاشتراكي وتيار المستقبل لكن المشكلة أنهما لا يريدان ذلك وقد يكون هذا الموضوع بسبب عدم الرغبة في الاصطدام مع حزب الله"، مشيراً إلى أن "رئيس تيار المردة سليمان فرنجية رجل قناعات لكن رئيس الجمهورية ميشال عون كان ضد حزب الله واليوم هو معه"، مشدداً على أن "من يطالبنا بالمواجهة مع حزب الله عليه أن يعلم أن هذا الموضوع يوصل إلى حرب أهلية"، مضيفاً "إذا استقال رئيس الجمهورية ميشال عون، ما هو البديل المتوفر لدينا؟".
وشدد جعجع على أن "لبنان لديه ثروات كثيرة وليس بلداً فقيراً لكن المشكلة في ادارة الدولة وعلينا العمل لتغيير هذه الادارة"، مؤكداً أن "لا مهلة للحكومة الا من خلال عملها واذا كان هناك شيء خطأ سنضيء عليه"، ومشيراً إلى أن "الاصطدام مع القوى الأمنية والجيش خلال المظاهرات ممنوع".
في الموضوع السوري، رأى جعجع أن "التعويل على نظام الرئيس السوري بشار الأسد مستحيل لكن هو "مصبّر" في الحكم"، معتبراً أن "النظام السوري لا يملك مقومات الاستمرار مستقبلا وما يحصل في ادلب سببه التدخل التركي ما سيستجلب تدخلاً اوروبياً واميركياً وهذه عودة الى نقطة الصفر".