لفت راعي أبرشية البترون المارونية المطران منير خير الله، خلال احتفاله بعيد البطريرك القديس مار يوحنا مارون، في دير مار يوحنا مارون في كفرحي، إلى أنّ "في مواجهة تحديات البشر وعواصف الدهر، من حروب واضطهادات ودمار ونزوح، صمد يوحنا مارون وشعب مارون بفضل إيمانهم الراسخ وعيشهم بأمانة مقوّمات الروحانيّة النسكيّة ووحدتهم الإيمانيّة وتكوكبهم حول شخص البطريرك الأب والقائد والمرجع والمُلهم".
وأوضح أنّهم "توصّلوا في حصيلة مسيرة طويلة، بالتعاون مع إخوتهم المسيحيّين والمسلمين والدروز، إلى خوض التجربة الإجتماعيّة والسياسيّة الفريدة، أي تأسيس الوطن اللبناني، الوطن الّذي يجمع بين الأديان والطوائف والحضارات في الحريّة والمساواة والاحترام المتبادل"، مبيّنًا أنّهم "حصلوا بعد الحرب العالمية الأولى على إعلان دولة لبنان الكبير بقيادة البطريرك الراحل الياس الحويك الّذي أرادها دولةً مدنيّةً ووطنًا رسالة، كبيرًا بلبنانيّين كبار، لا وطنًا قوميًّا للموارنة أو المسيحيين. من هنا تستمّدون رسالتكم "يا موارنة من أجل لبنان لكي تحافظوا عليه وطنًا رسالة وتخدموا دولتكم بصدق وتجرّد وإخلاص لإعلاء شأن الإنسان فيها واحترام القانون".
وتوّجه المطران خيرالله إلى الرب بالقول: "أعطنا يا رب في عيد مار يوحنا مارون وفي مسيرة الصوم، أن نعود إليك تائبين، وأن نبقى في إيماننا ثابتين، وأن نواجه تحديات الزمن واقفين، فنعمل معًا موحّدين متضامنين، على إحلال المحبّة والسلام وإعادة بناء بيتنا المشترك لبنان الوطن الرسالة، فنستحّق أن نكون فعلًا ورثة الّذين بنوا دولة لبنان الكبير في مناسبة المئوية الأولى على إعلانها. وطوبى للّذين يستطيعون ويريدون أن يكونوا ملح الأرض ونور العالم. آمين".
أمّا رئيس "تجمّع موارنة من أجل لبنان" المحامي بول يوسف كنعان، فركّز بعد القداس على "أنّنا في تجمّع موارنة من أجل لبنان"، وفي ضوءِ التحديات الكيانيّة والاقتصاديّة والإجتماعيّة والماليّة، على المستويَين الوطني والمسيحي، نعتبر أنّ اليأس ليس في قاموس الموارنة واللبنانيين. فمن حوّل الوعر إلى أرضٍ مثمرة، وتحمَّل الإضطهادات والنفي والتنكيل والجوع، وانتفض في كلّ مرّة وانتصر، قادرٌ هذه المرّة أيضًا على أن يتخطّى هذه المرحلة، شرط أن يُقرِن القول بالفعل والهدف بالعمل، والمخاطر بالاتحاد لأنّ في الإتحاد قوّة وفي الفُرقة ضعفٌ، إن على المستوى الوطني أو داخل البيت المسيحي".
وشدّد على أنّ "الموارنة الّذين عشقوا لبنان وماتوا من أجله، كان من بينهم عمالقةٌ حوّلوا لبنان إلى أيقونة الشرق ومستشفاه ومكتبته وثقافته ومسرحه وفنّه. وإنّنا تعتبر أنّ زمن العمالقة لم ينته، وكلُّ ماروني مدعو لأن يعود إلى جذوره ويبادر حيث أمكن، فيكون منارة في محيطه وبيئته".
كما أشار كنعان إلى "أنّنا اليوم، نعيد التأكيد على قدسيّة الرؤية المسيحيّة المشتركة، في الأمور الأساسيّة والاستراتيجيّة الّتي لا تتعارض مع التنافس الديمقراطي الّذي يحفظُ التعدديّة والتنوّع ضمن الجماعة"، منوّهًا إلى "أنّنا أيضًا، وانطلاقًا من إيماننا بأنّ العدل أساس الملك، ننشد القضاء المستقل الفاعل. والقضاءُ ليس شخصًا، بل هو نمط ورؤية وسلوك يتعارض مع الشعبوية والشخصنة. ونرى أنّ الفرصة سانحة لخطواتٍ فاعلة وعمليّة في مكافحة الفساد واستعادة الدولة إلى كنف الدستور والقانون والثواب والعقاب".
أمّا رئيس "الرابطة المارونية" النائب السابق نعمة الله أبي نصر، فذكر أنّ "الرابطة وتجمع "موارنة من أجل لبنان" والمجلس الماروني والمؤسسة المارونية للانتشار والموارنة كافّة في الإغتراب شخص واحد، ولدينا رؤية سياسيّة واحدة وحبّذا لو أنّ السياسيّين يتمثّلون بهذه الوحدة، لنشكّل معًا رؤية وطنيّة مستقبليّة موحّدة، ولو اعتمدنا المبدأ الذي انتهجه الآباء المؤسسين لكنيستنا لما وصلنا الى ما نحن عليه اليوم".