خلال جلسة مغلقة مع عدد من الشخصيات اللبنانية الشيعية ومن مجالات وتخصصات متنوعة والتي تدور في فلك محور المقاومة، وتم تخصيصها للحديث عن تجربة "حزب الله" في الحكم بعد الطائف، يؤكد مسؤول مخضرم بارز في "حزب الله"، ان علاقة الحزب بالحلفاء طبيعية ولكن هناك احياناً تباينات، ونسعى من أجل تحديد الموقف لما فيه مصلحة عامة.
ويشير المسؤول الى ان العلاقة مع "حركة امل" ورئيسها الرئيس نبيه بري ممتازة على المستويات كافة، ولم تتضرر بفعل الحراك الشعبي، ولم يصطدم جمهوري الحزبين في الشارع ولا خلاف بين القيادتين او الجمهورين. فأحياناً تحصل بعض الحوادث المتفرقة في الشارع وتكون فردية او عائلية.
وعن الحراك الشعبي، يجدد المسؤول التأكيد ان "حزب الله" مع الحراك الشعبي والمطالب التي رفعها الحراك هو يرفعها منذ العام 1992، ووقتها رفض ان يدخل في مجلس النواب بالتعيين كما حصل. بل أصر على ان تكون المشاركة النيابية الاولى لـ"حزب الله" والمقاومة شعبية وشرعية، وتعطي الصورة الناصعة عن مشروع المقاومة الذي حقق انجازات كبرى اليوم في الجنوب ولبنان وسوريا.
ويقول ان مطالب الحراك الذي نزل في الايام الثلاثة الاولى من اجلها اللبنانيون ومنهم جمهور شيعي، نؤيدها ونحن مع مكافحة الفساد وضد الفاسدين ومع المحاسبة والشفافية.
ويسرد المسؤول ان خلال عهد حكومة الرئيس سعد الحريري الاخيرة، نجح "حزب الله" في تكريس الشفافية من خلال دائرة المناقصات، ورفض تمرير اي مناقصة الا بالطرق القانونية.
كما قدم عشرات الاقتراحات المتعلقة بتشريعات لمكافحة الفساد ومحاسبتهم وورشة لاصلاح القضاء. ولكن "حزب الله" ليس وحده لتحميله دائماً وزر كل ما يحدث في لبنان، فهو جزء من السلطة وليس كلها، ولا يمكنه ان يفرض رأيه. ولا يريد ان يفرض رأيه. هو مع اتفاق الطائف ومع المناصفة والشراكة ومع وحدة الاراضي اللبنانية كاملة بكل مؤسساتها ومناطقها وشعبها وغير ذلك خراب للبنان.
ويؤكد المسؤول محاولة البعض استثمار الحراك كبعض الاحزاب اللبنانية المسيحية ودخول الاميركيين عل الخط، دفعت الى رفع شعارات خطيرة كتغيير النظام وإسقاطه واسقاط رئيس الجمهورية وإجراء انتخابات نيابية، وهذا يعني ان هناك متضررين من النتيجة الشعبية التي حققها "حزب الله" و"حركة امل" و"التيار الوطني الحر" وحلفاءهما. وهنا دق السيد حسن نصرالله الخطر، وتم التمني على الجمهور الشيعي الخروج من الحراك، حتى لا تحدث فتنة او يسقط دم في الشارع. وهكذا حمت حكمة المقاومة وسيدها لبنان من فتنة ومشروع تقسيمي كبير.
وعن ارتباط الحراك وما جرى في لبنان بساحات العراق وإيران وقبلهم سوريا، يشير المسؤول الى ان لكل منطقة وبلد خصوصيتهما، ولكل بلد ظرفه. الناس خرجت من ضيق الاوضاع الاقتصادية وسوئها، وخرجت للمطالبة بتحسينها. فليس الاميركي من دخل على عقل الناس وطلب منها النزول، ومن السخيف اعطاء الاميركي قدرة لا يملكها، هو يُخرّب ويتدخل ويحاول الاستثمار ولكنه ليس من يصنع الثورات او يحرك الشعوب وهي ليست لعبة في يديه. صحيح ان لديه ما يسمى بجمعيات المجتمع المدني، ولكن ليس كل الجمعيات تحركها اميركا للتحديد. ويدخل بوجوه ناعمة من باب التدريب، وحرية الاعلام وحقوق الانسان، ومكافحة العنصرية وملف اللاجئين وغيرها، وربما من خلالها يخرق اي بيئة. لكنه ليس الآمر والناهي فيها بمزاج الناس ومصائرهم التي لا يتحكم بها احد.
وعن الاصلاحات التي قام بها "حزب الله" خلال مشاركته في الحكومات منذ العام 2005 وحتى اليوم، يؤكد المسؤول ان "حزب الله" قدم العديد من الاقتراحات والعديد من مشاريع القوانين لإصلاح الادارة وتعزيز الشفافية ومكافحة الفساد وتطوير ودعم اجهزة الرقابة خلال توليه وزارة التنمية الإدارية.
وخلال تولي "حزب الله" لوزارة الطاقة، وزارة الطاقة ورغم قصرالمدة (10 اشهر) قدم خطة متكاملة لمعالجة مشكلة الكهرباء من مشاكل النقل الى عقود استيراد المشتقات مع شركة نفط الكويت وشركة سوناتراك الجزائرية، ووضع جدول سنوي لتلبية حاجة مؤسسة كهرباء لبنان. وانهاء تاخروصول بواخر او السماح لبواخر لا تطبق المواصفات وما كان يشوبها من شبهات رشاوى وفساد.
ويقول المسؤول اننا وضعنا مسودة مشروع قانون النفط، واجراء دراسات مسح ثلاثي الابعاد واستيفاء حصة الدولة من الشركات، التي أجرت المسح الثنائي الابعاد، واقرار خريطة طريق لتلزيم واستخراج النفط في البحر.
ويشير الى في انجازاته في مختلف الوزارات التي تولاها في الزراعة والصناعة او العمل او التنمية الإدارية، قدم "حزب الله" نموذجاً من حسن الادارة وتلبية مصالح الناس والاستقامة والجدية والكفاءة في العمل.
ويؤكد ان اهم نقاط قوة "حزب الله" انه اعطى للمقاومة الاولوية، ولم ينغمس في زواريب الداخل وهذا ما حقق الانجازات فيها. ويشدد على جهوزية المقاومة وفرضها توازن الردع مع العدو، وهو يعرف حجم امكانات المقاومة والصواريخ الدقيقة التي تمتلكها وبات يحسب هو والاميركي الف حساب بعد ضربة قاعدة عين الاسد وملف إدلب وسراقب والمعركة الكبرى في سوريا.
وعن الملف الحكومي والازمة الاقتصادية الخانقة، يؤكد المسؤول ان الوضع الاقتصادي خانق ومعقد للغاية، لكنه ليس مستحيلاً ولا بديل من حكومة الرئيس حسان دياب وإعطائها فرصة للعمل وإلا ستكون العاقبة وخيمة.
ويرى المسؤول ان دياب رجل عملي وديناميكي ويتحرك ليلاً نهاراً، وهو جدي للغاية، ويريد ان يحقق انجازات للحكومة والبلد. وهو وحكومته فرصة افضل من الفراغ. واي اجراء رسمي لا يتخذ الا من خلال الحكومة ومن يطلق النار عليه وعلى الحكومة معروف من هو؟ ولماذا يتضرر منها وماذا يريد.
ويشير الى ان المطلوب "اوكسيجين" مالي لينتعش البلد وهناك فرصة للانقاذ خلال 4 اشهر ولبنان الرسمي موعود بالمساعدة من جهات محددة بضخ مبلغ مالي جيد لتحريك البلد ولكن العبرة في التنفيذ وهذا الاهم.