صباح أمس حصل تفجير انتحاري في محيط السفارة الاميركية في تونس مما أسفر عن مقتل رجل أمن وإصابة أربعة بجروح متفاوتة الخطورة، وأشارت المعلومات الى أن الهجوم نُفذ عبر انتحاريين اثنين، بعبوة ناسفة بدائية الصنع.
أن هذا التفجير الارهابي الذي نفذه تنظيم "داعش"، لم يكن مفاجئا، اقله بالنسبة الى جهاز الأمن العام اللبناني الذي كان قد حذّر السلطات التونسية سابقا بوجود مخطط لتفجير السفارة الأميركية. فكيف حصل ذلك؟.
في شهر كانون الثاني من العام الحالي، اوقف الأمن العام اللبناني بعد متابعة حثيثة شخصا سوريّاً، اسمه إبراهيم السالم من مواليد بلدة عربيد في ريف حلب (1999)، انتقل مع اهله الى لبنان بطريقة شرعية في العام 2013 واقاموا في محلة الاوزاعي، قبل تنفيذ المخططات الارهابية التي كان يعمل عليها.
اعترف السالم خلال التحقيقات بحسب مصادر الأمن العام، بتواصله مع إرهابيين من تنظيم داعش في سوريا والجزائر، ولكنه بايع التنظيم الإرهابي على يد القيادي في التنظيم التونسي عبد الله التونسي، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وخطّطا سوية لاستهداف كوادر حزبية لبنانية، الى جانب تفجير السفارة الاميركية في عوكر عبر طائرة مسيّرة تحمل متفجرات، كذلك التخطيط للقيام بأعمال امنية لصالح التنظيم ضد مراكز احد الاحزاب اللبنانية الفاعلة وقتل عناصره.
وتضيف المصادر عبر "النشرة": "تدرّج الارهابي السالم في تورطه، من خلال تعرفه عبر التطبيق الهاتفي على قياديين في التنظيم، الأهم من ضمنهم القيادي الارهابي عبدالله التونسي الموجود في تونس، وهو الذي كان يخطط لتفجير السفارة الاميركية في تونس، وكان الأمن العام اللبناني قد حذّر التونسيين عبر قنواته من هذا الارهابي بعد أن كشفت التحقيقات مع ابراهيم السالم أن الارهابي التونسي طلب منه بعد فترة من التواصل، تحديد موقع السفارة الاميركية في العاصمة التونسية عبر تطبيق (Googel maps) لانه لا يستطيع ذلك بسبب عدم توفر الخدمة في تونس، فقام السالم بتحديد مكانها وأرسل إليه الصور والخرائط، وكامل الشروحات التي تمكنه من التخطيط والتنفيذ.
إن هذا الإنجاز اللبناني للأمن العام يُظهر كفاءة هذا الجهاز الذي تطور عمله بمكافحة الإرهاب في لبنان منذ عام 2011 حتى اليوم، كما تمكن من فكّ خيوط عمليات ارهابية عديدة في دول أخرى، منها ما حصل، كالعملية التونسية، ومنها ما لم يحصل نتيجة تدخل الأمن في الوقت المناسب.