رأى عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق أن لبنان اليوم يعيش في غرفة العناية الفائقة بسبب وضعه الخطير جداً، إضافة إلى تعاظم الأزمات المالية والاقتصادية التي باتت الأسوأ في تاريخه، والمطلوب اليوم هو استنفار جميع المسؤولين والحريصين على البلد لحل هذه الأزمات، لا سيما وأن علاجها ليس مستحيلاً، ولكنه صعب جداً، وهذا يحتاج إلى قرارات جريئة ومصيرية صعبة، فالوقت ليس للمناكفات والمزايدات وتصفية الحسابات السياسية، لأن الضرر على الجميع، ولا يستثني أحداً، ويهدد جميع اللبنانيين من كل الطوائف والمناطق والأحزاب.
وفي ما يتعلق باستحقاق دفع سندات اليوروبوند، أوضح الشيخ قاووق أنه كان لا بد من اتخاذ قرار جريء يحمي مصالح اللبنانيين وحقوق المودعين، ونحن أبداً ما كنا لنقبل أن تدفع الدولة السندات والديون الخارجية من أموال المودعين، فهذا حق الناس، ونحن نساعد في أي حل، شرط أن نحفظ حقوق المودعين، ولا نمد اليد إلى جيوب الفقراء.
ولفت الشيخ قاووق خلال احتفال تكريمي في حسينية بلدة الصوانة الجنوبية، إلى أن البلد كان على حافة الانهيار، والحكومة بادرت إلى اتخاذ قرارات جريئة مالياً واقتصادياً وقضائياً لإنقاذ البلد، والمطلوب أن لا يعرقل أحد عملها، وإذا كان هناك من لا يريد أن يساعدها من بعض القوى السياسية، عليه أن لا يعرقل وأن لا يحرض، علماً أن هناك بعض القوى السياسية تراهن على فشل الحكومة حتى لو كان ثمن ذلك انهيار البلد، وهذا أبعد ما يكون عن المسؤولية الوطنية.
وأكد الشيخ قاووق أن حزب الله يرحب بأي مساعدة خارجية شرط أن لا يتم التسلل لفرض وصاية وهيمنة خارجية على لبنان، فنحن لا نريد أن نرهن اقتصادنا ومجتمعنا ومستقبل أهلنا لجهات خارجية، وفي الوقت نفسه حريصون على الإصلاحات التي تشجع الجهات الخارجية على تقديم المساعدات، مشيراً إلى أن لبنان دخل في مرحلة جديدة، لأن الحكومة تعمل بنهج ورؤية جديدتين، تضع لبنان على مسار الاقتصاد المنتج صناعياً وزراعياً، للخروج من أزماته.
وأشار الشيخ قاووق إلى أن العالم اليوم بأسره يعيش مخاطر حقيقية في انتشار فيروس "كورونا"، وقد أصيبت أكثر من 70 دولة في العالم في هذا الوباء، وعليه، فإن مواجهته هي مسؤولية دينية وأخلاقية ووطنية، وفي لبنان لا تقتصر هذه المواجهة على وزارة الصحة، فنحن نواجه وباء شاملاً يحتاج إلى مواجهة وطنية شاملة من كل المؤسسات والمواطنين على حد سواء.
اضاف الشيخ قاووق "في إدلب اجتمع الإرهاب التكفيري من كل بلدان المنطقة، لتكون معقلاً للإمارة التكفيرية الإرهابية، ومنصة منطلقاً لإرهاب تكفيري يضرب المنطقة من جديد، ويشكل تهديداً على لبنان وسوريا المنطقة، ولكن مجاهدي المقاومة قطعوا الطريق في هذه المعركة على التمدد التكفيري والإرهابي الذي كان يهدد لبنان، فتحققت فيها انجازات ومعادلات أفادت لبنان والمنطقة، وكان لأبطال حزب الله فيها الدور الحاسم والمصيري في تحديد نتائجها".