ألقى رئيس أساقفة طرابلس وسائر الشمال للروم الملكيين الكاثوليك المطران ادوار ضاهر، عظة في كنيسة النبي ايليا الغيور في شكا، لمناسبة الصوم الكبير، بدعوة من كاهن الرعية الاب باسيليوس غفري ووكلاء الوقف والحركات الرسولية في الرعية، تمنى فيها "ان يتمكن اللبنانيون من التغلب على كل الصعوبات التي تواجههم، خصوصا الازمتين الاقتصادية والمعيشية، وانتشار ما يعرف بفيروس كورونا"، مشددا على "ضرورة الوحدة بين اللبنانيين واحترام الدور الذي يقوم به الجيش اللبناني والقوى الأمنية الأخرى في حفظ أمن الوطن والمواطنين، إضافة الى الحفاظ على وحدة الصف اللبناني ومشاركة جميع أطياف المجتمع في إيجاد حل للأزمة الراهنة".
وأشار إلى أن "الكنيسة، عندما وضعت في الأحد الثاني تكريم الذخائر المقدسة، أرادت تذكير الإنسان بأنه مقدس. وعندما تأملنا في تكريم الأيقونات الأحد السابق، رأينا أن الإنسان هو أجمل أيقونة صنعها الله، وأنه صورة الله ونافذة على السماء للآخرين. في هذا الأحد، تحث الكنيسة المؤمن وتذكره بأن جسده هو هيكل الروح القدس. فحين نقف أمام ذخائر قديس، نشعر بعظمة وخوف ووقار. لنتأمل كم هو عظيم ومقدس هذا الجسد الذي نحمله في حياتنا. فنحن نحمل فيه نعمة الروح القدس الذي حل فينا في سر المعمودية والتثبيت".
وأردف: "أيها الأحبة، القديسون أكرموا الله في أجسادهم، التي تقدست بالأسرار المقدسة وأعمال التوبة والتقشف والإماتة والصوم والسهر والصلاة. فهم مثالنا في مسيرة الصوم المقدس، ويستحقون إكرامنا لهم. ولهذا يقام هذا العيد ويطاف بالذخائر المقدسة في هذا الأحد.
وذخائر القديسين توضع في المذابح والهياكل لدى تكريس الكنائس الجديدة، ولا يجوز إقامة الليتورجية الإلهية عادة إلا على هيكل يحوي في داخله ذخائر القديسين. أو على قطعة من القماش تعرف "بالأنديميسون" وتحتوي على إحدى الذخائر".
ولفت إلى أنه "كما في الأحد الأول من الصوم أكرمنا الأيقونات المقدسة. وفي هذا الأحد الثاني نكرم الذخائر المقدسة. وفي الأحد الثالث القادم نكرم الذخيرة المقدسة التي تفوق الذخائر كلها، أعني ذخيرة عود الصليب المكرم. ونقيم الطوافات في هذه الآحاد، لكي ترافقنا في مسيرة الصيام نحو أسبوع الآلام وأفراح القيامة المجيدة، أما إنجيلنا اليوم فيخبرنا عن بعض اليهود الذين أتوا بمخلع إلى يسوع طالبين، طبعا، أن يحله ويخلصه من عاهته الجسدية. لكن يسوع التفت بشكل غريب إلى هذا المخلع - والشلل أوضح الأمراض ظهورا للعيان - وكأنه لم ير إلا المرض الذي اهتم هو أن يشفيه، وقال للمخلع: "مغفورة لك خطاياك"، ففوجئ اليهود".
وهنأ "الشماس إليوت لاختيارك النصيب الصالح، ببدء مسيرتك الجديدة، مسيرة القداسة والتضحية وبذل الذات، واحفظ كلمة الرب وتأملها في قلبك على مثال العذراء مريم، كما أهنئ رفيقة دربك ريموندا وأولادكما كريستينا ماريا، بيار، أنجيلا وإيلي، والأهل ولاسيما والديك العزيزين بيار ونجوى، كما أهنئ، العائلة والأقارب والأصحاب وجميع الذين تعبوا على تربيتك الإنسانية والروحية واللاهوتية ولاسيما القيمين والأباء والمعلمين في معهد اللاهوت في إكليريكية مار أنطونيوس البدواني في كرم سده، وستجد في قلب مطرانك وإخوتك الكهنة محبة كبيرة وعاطفة الأب لأبنائه واحترام الأب لأخوته. باركك الله وثبت خطواتك في طريق القداسة والبر".