أكد مصدر ميداني لـ"الوطن" السورية، أن الجيش السوري متمسك بالتهدئة لإنجاح مساعي موسكو في تطبيق اتفاق الخميس الفائت الروسي التركي، ولاسيما تسيير دوريات مشتركة بين الطرفين على ضفتي الطريق الدولي بين بلدتي ترنبة غرب سراقب وعين حور في ريف اللاذقية، قرب الحدود الإدارية الغربية لمحافظة إدلب بحلول 15 الجاري، تمهيداً لفتح طريق عام حلب اللاذقية، والمعروف بـ"M4" أمام حركة المرور.
بالتوازي، واصل جيش الاحتلال التركي أمس استقدام المزيد من جنوده وعتاده العسكري إلى نقاط تمركزه في إدلب بما يتنافى مع تعهدات النظام التركي لموسكو، ووصلت أمس عبر معبر كفرلوسين شمال إدلب أكثر من 70 شاحنة عسكرية تقل جنوداً وأسلحة وكبائن حراسة إلى مواقع له في بلدات زردنا والمسطومة وقميناس، حسب مصادر أهلية في إدلب لـ"الوطن".
وبالتزامن مع بدء المحادثات بين الوفدين العسكريين التركي والروسي منذ أول من أمس حول تطبيق "اتفاق موسكو" بين الجانبين، من خلال اتخاذ تدابير إنشاء الممر الآمن على الطريق الدولي وتسوية الأوضاع في إدلب، رجح خبراء تحدثت إليهم "الوطن" أن يسند إلى الجيش السوري مهمة السيطرة على مدينتي أريحا وجسر الشغور، وهما مركزا ثاني وثالث أكبر منطقتين في محافظة إدلب بعد معرة النعمان بالإضافة إلى بلدات أورم الجوز وكفر شلايا ومحمبل الواقعة على أوتستراد سراقب اللاذقية لوقوعها في الناحية الجنوبية منه والمخصصة لتسيير الدوريات الروسية بعرض 6 كيلو مترات.
وأضافت المصادر: إن الجيب المتبقي بحوزة الإرهابيين جنوب الشريط الآمن وجنوبي طريق عام سراقب جسر الشغور، وصولاً إلى الحدود الإدارية لمحافظة اللاذقية، ويتضمن ما تبقى من قرى وبلدات سهل الغاب الشمالي الغربي، سيخضع لسيطرة الجيش السوري أيضاً بموجب "بروتوكول" الاتفاق الأخير في موسكو وحتى وفق ملحق اتفاق "سوتشي" الروسي التركي عام 2018، وهو الأمر ذاته الذي تتوقعه المعارضة المسلحة التابعة والممولة من النظام التركي، ما أثار موجة غضب من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في صفوف متزعميها، وما بقي من حاضنتها الشعبية المتآكلة، والتي دعا ناشطوها إلى التجمع على الطريق الدولي بتاريخ تسيير الدوريات الروسية التركية لمنع حركتها.