الوضع اتمع دخول "التعبئة العامة" حيز التنفيذ، مضى اليوم الاول وسط تساؤلات كبيرة عن كيفية تخطي الازمة في ظل وضع اقتصادي ضاغط، وفقدان السيولة من بين ايدي الناس بسبب الاوضاع وعدم القدرة على سحب الاموال المطلوبة من الودائع، بالاضافة الى البطالة وعدم قدرة الشركات التجارية والصناعية والتي لم تغلق ابوابها بعد على الصمود مرة جديدة حتى 29 آذار.
وتقول اوساط اقتصادية ومالية اننا امام وضع دقيق اقتصادي ومالي دقيق وصعب للغاية، ونحن ننزف منذ بداية العام 2019 وصولاً الى تعمق الازمة في ايلول 2019، لنصل الى مرحلة الحراك الشعبي الذي كشف "العورات" السياسية والمالية والاقتصادية. وعجّل في الانهيار وسّرعه قليلاً وليس إنتهاءاً بأزمة "كورونا"، والتي يعتقد بعض اللبنانيون، انها نكتة ومزحة ولا يعرفون خطورتها الاقتصادية والمالية ونتائجها القاتلة وتأثيرها عل اقتصادات العالم الضخمة كالصين واميركا ودول الخليج واوروبا فكيف بلبنان البلد الصغير العاجز وشبه الملفس والمتخبط بالازمات المتراكمة والمتشابكة ان يصمد. وطبعاً خطورة الفيروس القاتل الصحية ولا يمكن إغفال خطورته ايضاً.
وتكشف الاوساط ان هناك تقاريراً علمية دولية وهي في حوزة كبار المسؤولين اللبنانيين أن الحجر العام قد يمتد الى حزيران في لبنان، وكل العالم وان "كورونا" لن يختفي قبل ايلول من العالم.
وتضيف: اذا صحت هذه التقارير الموثقة من جهات دولية كبرى، هذا يعني اننا امام وضع لبناني مأساوي للغاية، وبعد نهاية آذار سيكون هناك صعوبات شديدة وعسر امام معظم اللبنانيين.
وتلفت الاوساط الى ان هناك بضع مئات من مليارات الليرات اللبنانية والاحتياط في مصرف لبنان قد نتمكن من الصمود كدولة بضعة اشهر اخرى، ولكن ماذا سيحصل للشركات والموظفين؟ وباقي المواطنين العاطلين عن العمل اصلاً او تم طردهم حديثاً او هم اصلاً مياومين ولا يأكلون الا اذا عملوا كل يوم بيومه، ببضعة الوف من الليرات؟
في المقابل تؤكد اوساط سياسية بارزة في "الثنائي الشيعي" ان هذا الامر اشار اليه الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، وهو طالب وناشد في خطابه الاخير، البدء بعمليات تكافل اجتماعي فردي وجماعي في القرى والبلدات النائية. وقد استجابت بعض الجهات والبلديات وبدأت بإعداد حصص غذائية وتموينية ومساعدات مالية وعينية بسيطة ومن تبرعات فردية وذاتية، ويجري العمل على توجيهها وتزخيمها وتعميمها، لتكون شاملة وتحديد الاولويات وفق الحاجة: اي عسر شديد، ومن ثم عسر، ومن ثم فقر، وهكذا دواليك.
وتكشف ان "حزب الله" اصدر تعميماً الى وحدة "العمل الاجتماعي" لديه للبدء بإستقبال التبرعات على انواعها في بيروت والمناطق استجابة لنداء السيد نصرالله.
كما تشير الى ان "الهيئة الصحية الاسلامية"، باشرت جهودها الاغاثية والصحية في المناطق. وتم اعداد منطقة حجر ميدانية ومراكز ايواء في الجنوب والشمال والبقاع، في حال ارتفع عدد حالات "كورونا"، ولم يكن لها متسع في مستشفى رفيق الحريري الحكومي او باقي المستشفيات.
اما من جهة "كشافة الرسالة الاسلامية" وفوج الدفاع المدني التابعين لـ"حركة امل"، فقد قاما بجهود وفق الاوساط لنشر التوعية وتعقيم الشوارع واقام دورات تدريبية لمتطوعيه ومسعفيه وجهزهم بالامكانات المتوفرة للضرورة القصوى.
وتشير الاوساط الى ان كل ما يحكى عن اصابات بـ"كورونا" في المجال الحزبي والشعبي والمناطقي لدى الطائفة الشيعية غير دقيق، وليس هناك من مصابين لم يعلن عنهم وكل حالة ثبتت اصابتها بالفحوصات موجودة في مستشفى رفيق الحريري الحكومي ولا حالات معتم عليها ولا من يحزنون.
اما حالات الحجر المنزلي فكانت كثيرة وثبت خلوها من الامراض وخصوصاً ممن كانوا في قم وقاموا بالفحوصات اللازمة احتياطاً وللتأكيد. وتلفت الى ان هناك متابعة من البلديات والثنائي الشيعي في القرى والمناطق، ويتم تحويل اي مشتبه باصابته فوراً الى الفحص، ومن ثم يتولى الصليب الاحمر نقله. وتؤكد ان الارقام الصحيحة هي التي تعلنها وزارة الصحة ولا شيء، وفق ما يبدو يؤكد اننا دخلنا مرحلة الوباء والانتشار الواسع، المهم ان يلتزم الناس بيوتهم للاسبوعين المقبلين وسنكون بالف خير ولن ننهار او نسقط ابداً.