أشار راعي أبرشية جبيل المارونية المطران ميشال عون، خلال ترؤسه القداس الإلهي في دير مار مارون عنايا، إلى أنّ "للمرّة الأولى، نحتفل بالقداس الإلهي في الثاني والعشرين من كل شهر من دون المؤمنين الّذين يأتون عادةً من كلّ لبنان والعالم لطب شفاعة القديس شربل".
وأكّد "أنّنا نعيش ظرفًا استثنائيًّا وكلّنا خائفين من فيروس "كورونا"، لكن مع كلّ الوقاية المطلوبة، نحن مدعوّون إلى عدم الخوف. لنتذكّر كلمة الرب يسوع، عندما قال للتلاميذ: "ستعانون الضيق في العالم، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم". علينا أن نعود ونلتجئ إلى الرب، ويجب أن نستفيد من الواقع لنفكّر بطريقة أعمق بحياتنا وطريقة عيشنا للقيم"، داعيًا إلى أن "نتاضمن مع بعضنا البعض ونجسّد المحبّة بطريقة ملموسة. ربّما العالم بالإجمال، لم يعد الله أولويّة له، واستبدله بالمال. وعندما لا يعود الله هو الأوّل في حياتنا، تكثر الأنانيّة والمظالم بحقّ بعضنا عن بعض".
وركّز المطران عون على أنّه "عندما يبتعد الإنسان عن الله ولا يتغذّى من كلمته، تكثر الخطيئة وتوصله إلى الموت، والآخر يصبح مجرّد وسيلة للوصول إلى المُبتغى، ويصبح الإنسان قاسيًا وأنانيًّا ويفقد الإنسانيّة". ولفت إلى أنّ "العالم خائف من الفيروس وهذا حق، ونحن نلتزم بكلّ التوصيات والتوجيهات الّتي تطلبها الحكومة ووزارة الصحة العامة، ولكنّنا مثلما أنّنا خائفون من المرض الّذي يؤذي الجسد، بالطريقة نفسها يجب أن نخاف من الخطيئة الّتي تخسّرنا الله والحياة الحقيقيّة".
وأوضح أنّ "كلام الرب يسوع يعطي الحياة، ويجعل الإنسان يختبر أنّ العلّة الأساسيّة هي مرض النفس قبل مرض الجسد"، داعيًا إلى "التضامن، لأنّ المخلّع في الإنجيل لم يكن بإمكانه الوصول إلى يسوع من دون 4 رجال، يمثّلون الكنيسة والمؤمنين"، مشدّدًا على أنّ "من المهم أنّني أنا المؤمن الحقيقي، ألّا أكون حاجزًا يمنع أخي من الوصول إلى يسوع، بل يجب أن أساعده على الإقتراب منه أكثر". وذكر أنّ "صلاتنا في هذا الظرف إلى الرب أن يقوّينا ويعطينا قوّة الرجاء والإتكال عليه، وألّا نبقى نعيش بسطحيّة. لنفكّر كيف بنينا حياتنا إلى اليوم، ولنعد إلى الذات أمام الرب، ولنتأمّل بكلمته".