أكدت مصادر صيداوية لـ"النشرة"، انه جرى تكليف "الهيئة العليا للإغاثة" برئاسة اللواء الركن محمد خير وبالتنسيق مع رئيس بلدية صيدا المهندس محمد السعودي لتطوير "مستشفى صيدا الحكومي"، ليكون جاهزا لاجراء فحص "الكورونا" وحالات الاشتباه بها وصولا الى معالجة المصابين، وذلك في إطار "خطة وزارة الصحة" للمستشفيات الحكومية في مختلف المناطق لمواجهة الفيروس.
وأوضح رئيس البلدية المهندس محمد السعودي لـ"النشرة"، أن الدراسة التي جرت على إمكانية استخدام مبنى "مسشتفى صيدا الحكومي" المجاور للمبنى الجديد، لم تكن مشجعة، إذ يحتاج الى صيانة في بنيته تستغرق وقتا طويلا، لذلك صُرف النظر عنه، وجرى الاتفاق على تجهيز طابق أو طابقين من المستشفى الحالي، لاستقبال كل ما يتعلق بعدوى فيروس "الكورونا"، على أن يتم تخصيص مدخل له، وتجهيزه بالفحوصات المخبرية والمعدات وأدوات الوقاية بمختلف أنواعها"، مشيرا الى ان الدكتور لينا عويدات تجري الدراسة ونحن نسارع الوقتلانجازه.
في أروقة المدينة ترتفع تساؤلات كثيرة، عن أسباب التأخر بتجهيز المستشفى الحكومي، لمواجهة أزمة خطيرة مثل "الكورونا"، واتباع نمط محدد في الخضوع للفحوصات او العلاج، التوجه الى طوارىء المستشفى، اجراء فحص طبي، وفي حال الاشتباه يجرى الاتصال بعناصر الصليب الاحمر اللبناني لنقل المصاب الى مستشفى بيروت الحكومي، لاجراء الفحص المخبري الخاص، ليبنى على الشيء مقتضاه، مغادرة او حجر او معالجة، علما انه حتى الان لم تسجل في المدينة اي اصابة سواء بين اللبنانيين او اللاجئين الفلسطينيين في مخيماتهام وخارجها، او النازحين السوريين في مجمعاتهم وأبرزها "مجمع الاوزاعي" عند مدخل المدينة الشمالي.
صندوق تكافلي
الى جانب الهاجس الطبي، توحدت القوى السياسية الصيداويةبالدعوة للاسراع بتجهيز المستشفىبمختلف المعدّات وأجهزة التنفس الإصطناعي والالبسة الواقية والفحوصات اللازمة لحالات "الكورونا"، وانشغلت على خط مواز الى جانب البلديةومؤسسات المجتمع المدني،ومع دخول لبنان في المرحلة الرابعة والاخطر اما الانتشار او الانحسار، بإطلاق مبادرات التكافل الاجتماعي وانشاء صندوق "تكافلي"تحت شعار "إيد بإيد"، باشراف السعودي وبرعايةمفتي مدينة صيدا ومنطقتها الشيخ سليم سوسان، وذلك لسد رمق العائلات الفقيرة والمحتاجة والمتعففة ومن ذوي الدخل المحدود، ولتقديم مساعدات غذائية ومعدات تنظيف وتعقيم، في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة والضائقة المعيشية وارتفاع معدل البطالة مع اقفال الكثير من المحال والمؤسسات.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لـ"الجماعة الاسلامية" في لبنان الدكتور بسام حمود،لـ"النشرة"، على أهمية إنشاء "صندوق التعاضد" لتخفيف المعاناة عن ابناء المدينة في ظل الازمتين الصحية "الكورونا" والضائقة المالية والاقتصادية التي تعصف بالبلاد والتي نتجت عنهما ازمة اجتماعية معيشية خانقة"، قائلا "نحن بحاجة لاطلاق لجنة طوارىء مدنية صيداويةبالتعاون مع كل مؤسسات المجتمع المدني، في ظل عجز الدولة عن القيام بواجباتها في حماية مواطنيها وتامين عيشهم وصحتهم".
التزام وتعقيم
وبين المطالبة والتكافل، التزمت صيدا بالتعبئة العامة وحالة "الطوارىء الصحية"،اقفلت المحال والمؤسسات والسوق التجاري،لازم المواطنون منازلهم، مع استمرار نشر حملات التوعية على قاعدة ان "المواطن مسؤول"، في هذه الظروف الصعبةوجرى تشكيل "غرفة عمليات مشتركة"في بلدية صيدا مع خط ساخن لمتابعة كل التطورات الطارئة، ناهيك عن مواصلة عمليات الرش والتعقيم لمختلف المؤسسات والشوارع والاحياء من فرق بلدية صيدا وجمعيات أهلية ومبادرات فردية.
التزام المخيمات
ولم تقتصر الاجراءت الوقائية على المدينة، فقد إلتزم مخيم عين الحلوة ورفع حالة التعبئة العامة والطوارئ الصحية الى ذروتها، وشهد اقفالاً تاماً بما فيها سوق الخضاروعلقت صلاة "الجمعة" و"الجماعة" في المساجد، استجابة لدعوة القوى الاسلامية، بإستثناء الصيدليات ومحال المواد الغذائية، وخلت شوارعه من المارة، ولازم أبناؤه منازلهم، في خطوة هي الاكبر من نوعها طوعياً، وذلك استجابة لدعوات مختلف القوى السياسية والمحلية.
واوضحت مصادر فلسطينية لـ"النشرة"، ان "لجنة الطوارئ المركزية" التي جرى تشكيلها في اجتماع السفارة الفلسطينية برئاسة السفير الفلسطيني أشرف دبّور، اتفقت على اعتماد ثلاثة مراكز للحجر الصحي الطوعي للمشتبه بإصابتهم بـ"الكورونا" وهي مركز "سبلين" المهني في اقليم الخروب، ومستشفى "الاقصى" في مخيم عين الحلوة ومركز طبي في مخيم "البص" في صور، حيث من المقرر تجهيزها بفريق طبي وتمريضي وبالمعدات والادوات وألبسة وقائية ومواد التعقيم اللازمة.وتواصلت حملات الرش والتعقيم وحملات التوعية وطرق الوقاية من مختلف القوى واللجان والهيئات الطبية والصحية وفرق من الطواقم في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني وقوات الأمن الوطني الفلسطيني والقوة المشتركة الفلسطينية وشعبة عين الحلوة لحركة "فتح" باخضاع الداخلين والخارجين من والى مخيم عين الحلوة لاجراءات فحص الحرارةوتعقيم وسائل النقل، وكافة المواد التي تدخل على مداخل المخيم الأربعة الداخلية.
وحددت وكالة "الاونروا" الية التعامل مع الكورونا، وطلبتمن أي لاجئ فلسطيني يعاني من أعراض مثل الحمّى والسعال وضيق التنفس الإتصال بوزارة الصحة العامة على الرقم الساخن وفقًا للإجراء المعتمد لأي شخص مقيم في لبنان. يقوم موظفو الخط الساخن بتقييم حالة الشخص وبناء عليه يُقرر ما إذا كانت تدعو الحاجة لنقله إلى مستشفى بيروت المعتمد حالياً من قبل الوزارة، لإجراء الفحص المخبري، ثم الإتصال بمسؤول الصحة في الأونروا في منطقة الإقامةلإبلاغه بالتعليمات.