اشار العلامة الشيخ قاسم قبيسي في كلمة له في استقبال شهر شعبان، الى ان شهر شعبان يحل علينا في هذا العام وكما كل عام أول ما نلتفت إليه هو رفع الأيدي بالشكر لله تعالى أن جعلنا من اهل هذا الشهر، وذلك بعد شكره عز وجل أن جعلنا من اهل الإيمان واعطانا القدرة على شكر هذه النعمة، الا ان الذي يميز هذا العام عن سواه حيث حل علينا نحن والعالم كل العالم من شرقه إلى غربه وعلى إختلاف أعراقهم وأفكارهم وإنتماءاتهم يعيشون هماً واحداً، هو كيفية الخلاص من الوباء الذي حل على الجميع، وأصاب بوجعه الجميع، ويعيش تحت وطأته الجميع ، مع كل الفوارق بينهم وعلى كل المستويات.
اضاف العلامة قبيسي قائلا "هنا نحتاج إلى وقفة تأمل وتفكر أمام حقيقة أن بني البشر سواسية في ما يجري عليهم في هذه الدنيا وعلى حد سواء في مواجهة البلاء والوباء .إذاً أين الفارق بينهم؟ يفرون من المرض ويستعدون للمواجهة ويعملون ما بوسعهم لتجنب أثاره وقد يهرعون ويخافون سوياً".
وتابع "هنا نحتاج إلى دقيقة صمت حتى نستطيع أن نحسن التموضع ونختار الموقف الذي ينسجم مع العقل والإنتماء الديني قبل كل شيء، وبهذا يمتاز المؤمن عن سواه وعند الشداد تعرف الحقيقة، والله سبحانه وتعالى مَنّ علينا أن جعلنا من أهل الإيمان فلا بد أن نكون مصداقاً للفرد المؤمن في مثل هذه الساعات فالموت حق لكن علينا أن نرسم طريق الموت، الرحيل عن الدنيا حق لكن يجب علينا أن ندرك الي اين الهدف ، الخروج من الدنيا حق ولكن علينا أن نعرف إلى أي بيت جديد نرحل وهذا ما لا بد أن يميز المؤمن عن سواه .
ولفت الى اننا في هذا الشهر المعظم نتوسل إلى الله تعالى أن يجعل خاتمة أعمارنا بخير وسعادة نفوسنا ساعة نلقاه وبعدها لا يهم المؤمن العاقل ماذا يحل به .وفي الختام نرفع الدعاء إلى الله تعالى بجاه خاتم أوصيائه الحجة بن الحسن صاحب الأمر وأمام العصر أن يرفع هذا البلاء والوباء عن هذه الأمة بتعجيل الفرج وكشف هذه الغمة عن هذه الأمة.