تحفل مسيرة المُناضِلة الراحلة تريز إسحاق هلسا بمحطّات مُميّزة، محفورة في سجل النضال ضد العدو الإسرائيلي.
في العديد من اللقاءات والمُقابلات التي كُنتُ أُجريها مع مُناضلين، لتوثيق حقبات في مسيرة النضال الفلسطيني، كان يتردّد دائماً على مسمعي إسم المُناضلة تريز هلسا.
قصّتها فيها الكثير من الفرادة، منذ ولادتها في عكا بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 1954 من أب أردني وأم فلسطينية، إلى رحيلها عن 66 عاماً، يوم السبت بتاريخ 28 آذار/مارس 2020 في العاصمة الأردنية، عمّان، بعد صراع مرير مع مرض عضال أصاب الرئة.
تريز هلسا، مثال المرأة المُناضِلة، الصامدة، المُقاوِمة، التي كانت ترفض دائماً الصفوف الخلفية، وتحرص على أنْ تكون في الصفوف النضالية الأمامية.
نموذج فريد، فهي أوّل مسيحية أردنية، تُشارِك بخطف طائرة.
أعطت مِثالاً للمرأة العربية، كشريكٍ دائمٍ في مسيرة العمل النضالي لدحر الاحتلال.
المحطّات النضالية في سجلّها الحافل مُتنوّعة، لكن في طليعة بطولاتها، أنّ الرصاصة التي أطلقتها أصابت كتف - رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي - بنيامين نتنياهو، يوم كان ضابطاً في فرقة الكومندوس الإسرائيلية، التي اقتحمت طائرة اختطفتها "مجموعة وليم نجيب نصار"، التابعة لـ"مُنظّمة أيلول الأسود" بتاريخ 8 أيار/مايو 1972، وكانت تابعة لخطوط "الشركة الوطنية البلجيكية" - "سابينا"، في رحلتها رقم 571، المُتّجهة من "مطار بروكسل" إلى "مطار تل أبيب"، وجرى تحويل وجهة سيرها، فحطّت في "مطار اللد" في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة.
والدها إسحاق هلسا، أردني من منطقة الكرك، مسيحي، قَدِمَ إلى فلسطين في العام 1964 - قبل النكبة - وتزوّج من الفلسطينية ناديا حنّا، من بلدة الراما - قضاء عكا في الجليل الأعلى، فأنجبا تريز، التي أبصرت النور بتاريخ 1 كانون الثاني/يناير 1954، وكان ترتيبها الثالثة في العائلة.
تلّقت تعليمها في المرحلتين الابتدائية والمُتوسّطة في "مدرسة تيراسنتا الأهلية"، قبل أنْ تلتحق بـ"المُستشفى الإنكليزي" في الناصرة لدراسة التمريض.
كانت تعيش حياتها بشكل طبيعي مع أترابها من أبناء خالها وخالاتها الفلسطينيين.
لكن بعد نكسة حزيران/يونيو 1967، وإطباق الاحتلال الإسرائيلي على كامل فلسطين التاريخية، بدأ يتفتّح وعيها مع الانتصار الذي تمَّ تحقيقه في "معركة الكرامة" بتاريخ 21 آذار/مارس 1978، يوم امتزج الدم الفلسطيني والأردني في مُواجهة المُحتل ليكون أوّل انتصار عربي ضد الاحتلال، تماماً كما هي كانت ثمرة زواج أردني – فلسطيني.
دوافع التحوّل النضالي
كان العمل البطولي يلفت انتباهها، لكن الدوافع لنقطة التحوّل الأولى في حياتها، عندما سمعت الشاعر توفيق أمين زيّاد يُلقي بنفسه قصيدة "أناديكم"، وتأثّرت كثيراً بالبيت الذي يقول: "أنا ما هُنتُ في وطني".
بدأ الحليب الذي رضعته من والدتها ناديا يتفاعل، وأصبحت تعشق فلسطين أكثر فأكثر.
سريعاً كانت محطة التحوّل الثانية في حياتها، حين سمعتْ عن آثار التعذيب الذي تعرّض له الأسير قاسم أبو خضره، على أيدي قوّات الاحتلال خلال سجنه، ومنع ذويه من فتح التابوت للحؤول دون مُشاهدة جثمان الشهيد وآثار التعذيب.
عن تلك الحقبة، حدّثنا المُناضل فوزي النمر، في لقاء خاص معنا، عن قيادته "مجموعة عكا 778" (وهو تزوّج بعد تحريره من الأسر، الأسيرة المُحرّرة فاطمة البرناوي، التي كانت زميلة للأسيرة تريز خلال سجنهما في "سجن نيفي ترسيا" في الرملة").
وقال النمر: "كانت مدينة عكا، تُشكّل مُنطلقاً للعمل الفدائي المُسلّح الأوّل في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة منذ العام 1948، ما أحدث زلزالاً داخل الكيان الإسرائيلي، واستهدفنا في تلك العمليات خزّانات النفط في منطقة جيلوت يام، والقطار الحديدي فوق نهر اسكندر بالقرب من منطقة بنيامين المُخصّص للشحن العسكري لنقل جنود الاحتلال والبترول لهم، ومخازن في المنطقة العسكرية الرئيسية في منطقة الياجور، ما أدّى إلى إلحاق خسائر فادحة في صفوف الاحتلال، الذي لم يكن يعترف بذلك".
وأضاف النمر: "بناءً لتعليمات القائد ياسر عرفات، قمنا بتفجير 5 أهداف لعبّارات في مدينة حيفا، بتاريخ 22 تشرين الأول/أكتوبر 1969، حيث بدأ الاحتلال باعتقال عدد من أفراد المجموعة، واكتشف أنّ براميل الذخائر والأسلحة كانت تُنقَل من لبنان عبر البحر، فأقدم بتاريخ 4 تشرين الثاني/نوفمبر 1969، على اعتقال مَنْ كان يقوم بذلك، وهما: الصياد قاسم أبو خضره وعمر السيلاوي".
وختم النمر: "أقدَمَ الاحتلال على تعذيب أبو خضره، على مدى 3 أسابيع، حيث كان الاحتلال يتعمّد خلال تعذيبه، ترك الكلاب تنهش جسده ما أدّى إلى تشوّه جسده واستشهاده، وقد منع الاحتلال ذوي الشهيد أبو خضره من فتح التابوت، حتى لا يكتشفوا حجم التعذيب الوحشي".
القرار اتخذته تريز هو الإلتحاق بالعمل النضالي الفدائي، الذي بدأ بالاتساع وينتشر جنوبي لبنان.
عن تلك المرحلة، حدّثتنا تريز، خلال لقاء معها في عمّان: "اتخذتُ قراري يوم 23 تشرين الثاني/نوفمبر 1971 مع زميلتي في الدراسة، وغادرنا منزل ذوينا في عكا إلى الضفة الغربية ومنها إلى جنوبي لبنان، بقينا 3 أيام تائهات، إلى أنْ وصلنا إلى منطقة مرجعيون، وقصدنا إحدى القرى الجنوبية، واخترنا نُزلاً لننام فيه، لكن سريعاً أيقظنا ولد صغير، أبلغنا بأنّ صاحب النزل سيتصل بالدرك اللبناني لإلقاء القبض علينا، فغادرنا مُتنقلتين من قرية إلى أخرى، إلى أنْ التقينا عند أحد الأرصفة بمجموعة من مُقاتلي حركة "فتح"، الذين بعدما حقّقوا معنا، اقتنعوا بأنّنا مناضلتان، فيما كان أهلي قد وضعوا صورتي في الصحف العبرية، تحت عنوان "خرج ولم يعد"، بينما كُنتُ قد بدأتُ التدريب على استخدام السلاح والمُتفجّرات، وبعد أشهر أُبلِغْتُ بأنّني سأشارك بعملية".
خطف الطائرة
وضع الخطة لعملية خطف الطائرة، قائد العمليات الخارجية ضد المُخابرات الإسرائيلية في العالم في "مُنظّمة أيلول الأسود" علي حسن سلامة "أبو حسن"، وجرى إطلاع أعضاء المجموعة عليها، وهم: قائد المجموعة علي طه، زكريا الأطرش، ريما عيسى طنوس وتريز.
كانت الفتاتان تتمتّعان بالجمال، تريز بشعرها الأسود إلى فوق الكتفين، وريما بشعرها الكستنائي الطويل.
وقالت: غادرنا نحن الأربعة "مطار بيروت" بتاريخ 2 أيار/مايو 1972، استقلينا الطائرة كمُتزوّجين، أنا وزكريا، ريما وعلي، وكانت المحطة الأولى إلى روما، ومن ثم إلى ألمانيا، وبعدها إلى بلجيكا، كان يتم التواصل بيننا والمُنظّمة عن طريق "علي". وكان يوم 6 أيار/مايو، حيث أُبلِغنا بأنّ الطائرة المُقرّر اختطافها ستُقلِع من بروكسل إلى "مطار اللد" في الأراضي الفلسطينية المُحتلّة عام 48".
كان يوم 8 أيار/مايو 1972، عندما صعد أبطال المجموعة الأربعة إلى طائرة بوينغ 707 تابعة لشركة "سابينا"، وهي خطوط بلجيكية، برأس مال بلجيكي - إسرائيلي مُشترك، في رحلتها المُتّجهة من "مطار بروكسل" إلى "مطار تل أبيب"، وتحمل الرقم 571، وعلى متنها 140 راكباً إسرائيلياً، بعدما خبّأوا المُسدّسات والرصاص والمُتفجّرات في أجسادهم وداخل علب البودرة.
أُطلِقَ على العملية إسم "مجموعة وليم نجيب نصار"، الذي كانت قد أسرته قوّات الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية فدائية نفّذها في البحر في العام 1968، وتعرّض لتعذيبٍ قاسٍ، بعدما علموا بأنّ والدته من أصول يهودية لبنانية.
خلال الرحلة أعطى قائد العملية طه، الإشارة لبدء تنفيذ المُهمة.
تستذكر تريز تلك اللحظات قائلة: "بداية قام علي، ومن ثم زكريا، ومن ثم أنا، وبعدها ريما من مقاعدنا، وكأنّنا مُتّجهون نحو الحمام، وشهرنا أسلحتنا، وأعلن علي عبر مُكبّرات الصوت أنّ الطائرة قد اختُطِفت، وأبلغت قيادة الطائرة برج المراقبة بأنّ الاختطاف حصل، وبأنّ مطالب الخاطفين هي تحرير الأسرى خلال 6 ساعات، وإلا فسيتم تفجير الطائرة. وكنّا نتواصل مع قيادة المُنظّمة من "كابين" القيادة، واضطررنا للرضوخ إلى أوامرهم بتمديد فترة المُهلة إلى ساعات إضافية عدة حتى وصلت 24 ساعة".
كانت الخطة تقتضي بأنْ تتم عملية التفاوض في الأجواء، لكن هبطت الطائرة في "مطار اللد"، قرابة السابعة والنصف مساءً، فطلب الفدائيون فتح أبواب الطائرة، وحقّقوا النقطة الأولى في هدفهم من العملية، وهي الإضاءة على عدالة القضية الفلسطينية، وأعلنوا مطالبهم، المُتمثّلة بإطلاق سراح 100 فدائي أسير داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال 10 ساعات، وإلا الإقدام على تفجير الطائرة بركّابها، وهم من الإسرائيليين.
جرى إبلاغ برج المُراقبة بأسماء الأسرى المطلوب إطلاق سراحهم، وكان بينهم الأسير نصار.
وصل إلى المطار مندوب "الصليب الأحمر الدولي"، وطلب تمديداً لمهلة الإنذار، ليتوسّط مع سلطات الاحتلال، وقام وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه دايان، رئيس الأركان دافيد أليعازار ووزير المُواصلات شمعون بيريز، بالتفاوض مع المجموعة عن طريق برج المُراقبة في المطار ومُكبّرات الصوت.
أمر طه بتنفيذ الشروط كافة، فأُبلِغَ من قِبل مندوب "الصليب الأحمر الدولي" بأنّه تمّت المُوافقة عليها، وطلب بعد زيارات إلى الطائرة السماح بإدخال الطعام والماء، بانتظار تنفيذ الشروط.
قرابة الساعة الرابعة والنصف من ظهر اليوم التالي، وصلت سيارة نقل الطعام، بإشراف "الصليب الأحمر الدولي"، إلى القرب من الطائرة، فتمَّ فتح الأبواب، ولدى دفع صناديق الطعام بواسطة السيارة المُخصّصة لذلك، كان جنود النخبة في قوى الكومندوس الإسرائيلي، مُتنكّرين بلباس العمّال، بقيادة إيهود باراك، وبينهم نتنياهو - وكُثُر منهم أصبحوا من كبار قادة الاحتلال - فدخلوا إلى الطائرة، واشتبكوا مع أفراد المجموعة الفدائية، فاستشهد طه والأطرش، وأُصيبتْ تريز برصاصتين، واعتُقِلَتْ زميلتها ريما.
وتستذكر تريز تلك اللحظات قائلة: "لقد عاملنا الرهائن من الركاب مُعاملة حسنة، لأنّ مُشكلتنا مع دولة الاحتلال الإسرائيلي ومُؤسّساته القمعية. لم نكن نهدف إلى رؤية الناس الأبرياء يموتون، فقد كان وقود الطائرةينفذ وبالتالي الأوكسجين، ما اضطرّنا لأنْ نجازف بفتح أحد الأبواب بعد هبوط الطائرة، من أجل دخول الهواء كي لا يموت الركاب، وذلك تماشياً مع "معاهدة جنيف"، كما سمحنا لرجال "الصليب الأحمر الدولي" بالصعود إلى الطائرة
لتفقّد أحوال الرهائن، فتمكّنوا من تحديد عددنا ومواقعنا من دون أنْ نشعر. وبعد ذلك طلبنا منهم وقوداً للطائرة وطعاماً للمُسافرين، فوافقوا، حتى وقف "لاند روفر" بجانب الطائرة على أساس أنّه لمسؤول "الصليب الأحمر" كي يمدّنا بالمطلوب، لذلك فتح الشهيد علي فتحة في أرض الطائرة لإدخال الطعام، لكن باغتته رصاصة إسرائيلية في رأسه، ليتبيّن أن الـ"لاند روفر" هو لجيش الاحتلال الإسرائيلي وليس لـ"الصليب الأحمر".
عندها قفزتُ لأخذ مُسدّس علي لأُطلِقَ رصاصة باتجاه المُتفجّرات المخبأة في آخر الطائرة حتى تنفجر، لكن جنود الاحتلال أطلقوا رصاصهم باتجاهي حتى وقع المسدس من يدي التي غرقت في دمائها، بعدما كُنتُ قد أطلقتُ بضع رصاصات أصابت إحداها كتف نتنياهو".
استشهد علي وزكريا، واعتُقِلَتْ ريما، بينما رفضتْ تريز الاستسلام - على الرغم من إصاباتها المُتعدّدة - وركضتْ باتجاه جناح الطائرة، لكن لحق بها الجنود وألقوا القبض عليها.
تابعت تريز: "بعدها وضعوني على نقّالة، وحضر جندي وقام بقطع شريان يدي اليسرى، الذي يتّصل بالقلب عن طريق سكين مثبتة في سلاحه، وبعد ذلك فقدتُ الإحساس بكل شيء، وغبتُ عن الوعي إلى أنْ استفقتُ في "مُستشفى تل هاشومير" العسكري، لتبدأ دوّامة التحقيق الطويلة.
نُقِلَتَا إلى التحقيق تحت التعذيب، قبل أنْ تحكم عليهما "المحكمة العسكرية" الإسرائيلية في "سجن الصرفند"، بعد 4 أشهر من الاعتقال، ريما مُؤبّد، وحكمي أنا بالسجن 240 عاماً، ضحكتُ بشدّة من عدم منطقية الحكم، لذا كتبت الصحافة حينها: "تريز تبتسم رغم الحكم".
حقّق الاحتلال للمُناضِلة تريز بعضاً من أمانيها، بأنْ تكون فدائية، فوق أراضي فلسطين المُحتلّة، فإذ بها تُحلّق في أجوائها، وتُسجّل عملاً بطولياً بمُواجهة قوّة كومندوس إسرائيلية، وتصمد في وجه أساليب تعذيب الاحتلال الوحشية القمعية.
زُجّتا في "سجن نيفي ترتسيا" في الرملة داخل الأراضي الفلسطينية المُحتلّة، وكان في السجن، الأسيرات فاطمة البرناوي، زكية شموط وابنتها ناديا، أوّل طفلة تُولد في سجون الاحتلال الإسرائيلي بتاريخ 18 شباط/فبراير 1972، والتي سُمِّيَتْ يتمّناً بإسم المُناضلة المغربية ناديا بردلي، وهو أيضاً ذات إسم والدة تريز.
كان إسما تريز وريما ضمن قائمة أسماء الأسرى، الذين طالب بهم مُنفّذو "عملية مُيونخ" لمُبادلتهم بالرياضيين الإسرائيليين الرهائن، الذين احتجزوهم في ألمانيا، بتاريخ 5-6 أيلول/سبتمبر 1972.
بقي إسم تريز على لائحة المطالب للإفراج عن الأسيرات، إلى أنْ أُطلِقَ سراحها في عملية التبادل التي جرت بين حركة "فتح" وسلطات الاحتلال الإسرائيلي بواسطة "الصليب الأحمر الدولي"، بتاريخ 23 تشرين الثاني/نوفمبر 1983.
انتقلت تريز من فلسطين إلى مصر، والجزائر وتونس، ثم الأردن حيث استقرّت وتزوّجت من قريبها المُهندس حلمي هلسا في العام 1986، وأنجبا 3 أولاد.
لكن ذلك لم يمنعها عن مُواصلة دورها النضالي، بالاهتمام بالمُناضلين، وفي طليعتهم الأسرى والجرحى وأُسِر الشهداء وتسلّمت رئاسة "رابطة شؤون جرحى الثورة الفلسطينية" على الساحة الأردنية.
كانت "أم اسماعيل" تحلم دائماً بزيارة عكا، بعدما منعها الاحتلال من ذلك، فأغمضت عينيها وأسلمت الروح الروح في الأردن، بعد مُعاناة مع مرض عضال، بعدما كان قد اجتمع أفراد العائلة حولها، وقدّموا لها الورود لمُناسبة "عيد الأم"، وكأنّ في رحيلها بين "معركة الكرامة" و"يوم الأرض"، تأكيد على نموذجها النضالي الذي امتزج فيه الدم الفلسطيني والعربي في مُواجهة المُحتل الإسرائيلي.