شكّل ليل الأحد تاريخ حصول عدد من الإشكالات والمسيرات المخالفة لقرار التعبئة العامة في مناطق متنوعة من لبنان، عنوانها الأساسي كان "الاعتراض على إجراءات الحكومة"، والعزل المنزلي ومنع التجول المفروض من الساعة 7 مساء حتى الساعة 5 صباحا، فما الذي حصل فعلا والى أين تتجه الأمور؟.
البداية من سعدنايل حيث حصل إشكال بين عدد من الأهالي وبلديّة البلدة، وفي التفاصيل بحسب ما علمت "النشرة" أن عددا من الشبان اعترضوا على قيام البلديّة بإقامة نقاط مراقبة على عدد من الطرقات التي تؤدّي الى البلدة، والإبقاء على مداخل محددة للتمكن من مراقبة الوافدين الى سعدنايل، وانتهت المسألة بالإبقاء على الاجراءات الحازمة منعا لتفشي فايروس "كورونا". وفي هذا السياق أصدر رئيس بلدية سعدنايل حسين الشوباصي بيانا روى فيه تفاصيل وأسباب ماشهدته البلدة وقال أن بعض الشباب قاموا بإقفال عدة طرقات، كانت البلدية قد اتخذت قرارا بإقامة نقاط مراقبة عليها... تهجم عليهم مجموعة من الشباب عندها تدخل الجيش والقوى الأمنية وعمدوا على حلّ المشكلة.
في طرابلس لم يكن الوضع أفضل، اذ أن المدينة تكاد تكون المكان الأكثر مخالفة لقرار التعبئة العامة في لبنان بحسب مصادر مطّلعة، مشيرة عبر "النشرة" الى انّ عددا من أبناء المدينةخالفوا بشكل واضح في الأيام الماضية، فمنهم من استمر بالتجمع داخل الأسواق الشعبية، ومنهم من أصرّ على صلاة الجماعة نهار الجمعة في الشوارع بعد قرار دار الفتوى بتجميد الصلاة في المساجد، ومنهم من نزل الى الشارع نهار الأحد ليلا بمسيرة تحت عنوان "طعمونا وما تحجرونا"، مشدّدة على أنّ كلّ هذه المخالفات تشكّل خطرا جسيما على كل أبناء المدينة، خصوصا اولئك الذين يلتزمون منازلهم.
وتشير المصادر، الى أن الواجب الوطني يفرض التشدد بإجراءات الوقاية ومنع التجمعات والتجول ليلا، لذلك يتوجّب على شرطة البلديّة والقوى الامنيّة المسارعة بالتطبيق قبل فوات الأوان، لأنّ انتشار الوباء في طرابلس لن يكون أمرا سهلا للسيطرة عليه في هذه المدينة.
لا أحد ينكر صعوبة الوضع في عاصمة لبنان الثانية، فالفقر فيها لم يكن ينتظر فايروس "كورونا" لينتشر، ولكن لا يمكن أن تكون المعالجة بمخالفة قرارات التعبئة العامة، لانّ الخاسر الاول والاكبر سيكون الطرابلسي، والفقير قبل الثري، لذلك يُفترض بالدولة والجمعيّات واثرياء المدينة التحرك فورًا لمساعدة الناس، ومن ثمّ التشدّد بتطبيق الإجراءات، اذ لا يكفي مطالبة ربّ الأسرة بالبقاء في منزله وعدم الالتفات الى وجوب إطعامه لعائلته، وهذا ما يجعل أنياء المدينة امام واجب وطني وإنساني يفرض عليهم التحرك.
كذلك تؤكد المصادر الطرابلسيّة ضرورة إتخاذ المزيد من الإجراءات التوعويّة، لانّ بعض الطرابلسيين لا يعرفون حتى اليوم طبيعة الوباء وكيفية انتشاره، مشددة على ضرورة أن تكون إجراءات التوعية والمساعدة موازية لإجراءات التشدد بتطبيق قرارات الحكومة اللبنانية.
بعد سعدنايل وطرابلس، حطّت المخالفات الجسيمة في حيّ السلم الشعبي الأكثر اكتظاظا في الضاحية الجنوبيّة، حيث عمد بعض الشبان على متن دراجاتهم الناريّة على تنظيم مسيرة اعتراضيّة على قرار الإقفال المبكر للأشغال ومنع التجوّل ليلا، الامر الذي سبّب رعبا كبيرا في المنطقة خشية من وصول الفايروس لفرد واحد ينقله الى كثيرين، ومن ثم الى حيّ شعبي كامل.
وفي هذا الإطار تؤكّد مصادر في اتّحاد بلديات الضاحية الجنوبيّة عبر "النشرة" أن شرطة الاتّحاد بالتعاون مع شرطة بلديّة الشويفات، التي تقع تلك المنطقة ضمن نطاقها، ستتشدد بتطبيق الإجراءات الحكوميّة، مشيرة الى أنّها ستعمد على تسيير المزيد من الدوريّات بشكل متواصل ودائم لمنع تكرار ما حصل، والسهر على سلامة هذه المنطقة.
وتشير المصادر الى أنّ التحرك لم يكن موجّها، لا بالسياسة ولا بغيرها، بل نتج عن سوء تقدير وربما جهل البعض بخطورة المرحلة، مع العلم أن "تعب" اللبنانيين من الاجراءات الصعبة يسري على الجميع وفي كل المناطق، والاتّحاد والبلديّات والجمعيّات والاحزاب يحاولون جميعا مدّ يد المساعدة لتمكين الاهالي من الصمود داخل منازلهم.