وجّه سفير لبنان لدى فرنسا رامي عدوان، تحيّة خاصّة للجسم الطبي اللبناني في فرنسا وفي لبنان، "الّذين يقفون في خط المواجهة ضدّ فيروس "كورونا" الّذي لا يوفّر أحدًا في العالم، واللبنانيون في فرنسا كغيرهم معرّضون لأن يكونوا ضحايا لانتشار هذا الوباء".
ولفت في حديث إذاعي، إلى أنّ "هناك عددًا من أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا، جاءت نتائج فحوصات "كورونا" لديهم إيجابيّة"، مبيّنًا أنّ "السفارة أنشأت خليّة أزمة للوقوف إلى جانب اللبنانيّين وتأمين متطلباتهم، خصوصًا المعاناة النفسيّة والكآبة الّتي يولّدها التقوقع والانغلاق، حيث وضعت بتصرّف الراغبين خليّة أزمة نفسيّة صحيّة من الأطبّاء والاختصاصيّين، للإجابة على اسئلتهم ومواكبتهم"، موضحًا أنّ "الخلية تواكب أيضًا الأزمة الماديّة الصعبة الّتي تعيشها فئة من اللبنانيّين في فرنسا لاسيما الطلاب، ومنهم الّذين يعانون من ضائقة ماليّة ومشقات هيكليّة بسبب الأزمة الاقتصادية في لبنان ومرحليًّا بسبب انتشار وباء "كورونا".
وكشف عدوان أنّ "السفارة بالتعاون مع الخيّرين من أبناء الجالية وتحت إشراف غرفة التجارة اللبنانية الفرنسية، ستضع حسابًا مصرفيًّا لمساعدة الطلاب ومدّهم بالإمكانيّات الماديّة الّتي قد تساعدهم على تخطّي الأزمة الّتي يوجهونها"، مشيرًا غلى أنّ "اللبنانيّين المنتشرين على الأراضي الفرنسية كافّة هم بحاجة إلى مواكبة يوميّة، ونعمل على التواصل مع الجميع من خلال السفارة في باريس والقنصلية العامة في مرسيليا، الّتي لديها مطلق الصلاحيّات وتحاول قدر المستطاع من خلال الجمعيات الطلابيّة والمجتمع المدني اللبناني المتواجد في المدن الفرنسية كافّة تأمين الحاجات من مواد غذائية وغيرها من الترتيبات اللوجيستية للحد قدر المستطاع من الصعوبات الّتي يواجهونها".
وأكّد أنّ "البعثة الدبلوماسيّة في فرنسا كانت وسيبقى لها الدور الأساسي والتوجيهي بضرورة الالتزام بالإرشادات الصحيّة العالميّة، والبقاء في الحجر المنزلي وعدم الخروج من منازلهم إلّا للضرورة القصوى، لوضع حدّ من سرعة انتشار هذا الوباء لأنّ المرحلة الّتي دخلنا بها لم تعد مرحلة احتواء". وأشاد بـ"دور الحكومة اللبنانية الّتي كانت السبّاقة بإعلان حالة التعبئة العامة خصوصً لجهة إقفال المطار والمرافق البريّة والبحريّة"، لافتًا إلى أنّ "هذه الخطوات ساهمت في الحد من انتشار هذا الوباء ولجم سرعته".
كما ركّز على أنّ "أبناء الجالية اللبنانية في فرنسا ملتزمون بالإرشادات الصادرة عن السلطات الفرنسية والحكومة اللبنانية لجهة الحجر المنزلي. هذا هو الدواء الوحيد للحدّ من انتشار الفيروس"، معلنًا أنّ "الأطباء اللبنانيين في فرنسا هم مثال وقدوة للتضحية ويقومون بمساعدة ابناء الجالية، إضافة لمساعدتهم الفرنسيين لجهة الطوارئ والبحوث خصوصًا المختصين منهم بالأمراض الجرثوميّة، حيث يساهمون بوضع الدراسات الطبيّة الّتي ستمهد لاعتماد النموذج الأنجح للحد من خطورة الوباء".
وذكر عدوان أنّ "عدد حالات الطوارئ اللبنانية على الأراضي الفرنسية والمسجلّة لدى السفارة والقنصلية في مرسيليا بلغ 1550 حالة وهي على تزايد، منها حالات ماديّة نفسيّة وصحيّة ومنها حوالي ألف حالة تريد العودة إلى لبنان خصوصًا الطلاب منهم، وبعض من ابناء الجالية المتواجدون في الجنوب الفرنسي". وشدّد على أنّ "المساعي جارية لتأمين فحوصات الـ"PCR" للبنانيين الّذين يرديون العودة إلى لبنان، خصوصًا أنّ هذه الفحوصات غير متوفرة للفرنسيّين، لذلك نجد صعوبة بإيجاد هذه الفحوصات، لأنّ الفرنسيّين إن وُجدت يفضلون ان يتركوها لأبنائهم".