وجه بطريرك السريان الكاثوليك الأنطاكي اغناطيوس يوسف الثالث يونان رسالة في شأن تدابير راعوية وتوصيات عملية لاحتفالات أحد الشعانين وأسبوع الآلام وعيد القيامة المجيدة 2020.
وذكر بـ"التعليمات الواردة في البيان الذي أصدرناه مع إخوتنا أصحاب القداسة والغبطة البطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية في سوريا ولبنان في 21/3/2020، وهي تشمل أيضا المؤمنين في كل البلدان، مع ضرورة الإلتزام بها، وقد تضمنت: ضرورة التقيد الكامل بالتعليمات الصحية الرسمية، وتعليق المشاركة الجماعية في الخدمات والصلوات العامة بما فيها القداديس في كل الكنائس، وإقامة الجنازات في كنائس المدافن حصرا (إن وجِدت) في حضور كاهن الرعية وذوي الفقيد من دون تقبل التعازي، وإيقاف كافة الاجتماعات والأنشطة من أمسيات ورحلات واحتفالات ومعارض ومسابقات وسواها، والابتعاد عن كل أنواع التجمعات والتزام البقاء في المنازل، وذلك للوقاية من خطر الوباء، مكثفين الصلوات حفاظا على سلامتهم وذويهم".
وأكد "ضرورة الإكتفاء بإقامة هذه الصلوات والرتب والقداديس من الإكليروس وبعض الشمامسة في كنائسهم دون مشاركة عامة للمؤمنين، على أن يحافظ أعضاء الإكليروس خلال هذه الاحتفالات على مسافة آمنة بين بعضهم البعض، ولا يتبادلوا السلام باليد، ولا يقوموا بتقبيل الإنجيل المقدس أو الصليب أو الأيقونات، وأن يستعملوا بحذر الأواني والثياب والكتب والأدوات المشتركة، مع إجراء التعقيم اللازم عند الضرورة. أما المؤمنون فلا يحضرون، إنما يشاركون عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
وأشار إلى أننا "سنقيم في كنيسة الكرسي البطريركي في بيروت كل هذه الاحتفالات الكنسية وسواها من قداديس الآحاد والأعياد والأيام العادية، طيلة هذه الفترة العصيبة، وسيتم بثها مباشرة عبر الصفحة الرسمية للبطريركية على موقع الفايسبوك، وهي تحت اسم: Syriac Catholic Patriarchate. وسيصدر عن أمانة سر البطريركية جدول يتضمن تفاصيل مواعيد هذه الاحتفالات الليتورجية، فيمكن توجيه المؤمنين للمشاركة عبر حضور هذه المناسبات، وبخاصة في الرعايا حيث تتعذر إقامة الإحتفالات".
بالنسبة إلى أحد الشعانين: إقامة القداس الإلهي ورتبة تبريك الأغصان، من دون الزياح داخل الكنيسة أو خارجها، على أن يتم تزيين الكنيسة بأغصان الزيتون وسعف النخل حسب العادة والإمكانية، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحيا بإضاءة شمعة في منازلهم، رمزا للاشتراك في استقبال المسيح الملك في دخوله إلى أورشليم.
ورتبة النهيرة (الوصول إلى الميناء): إقامة الرتبة كاملة كالمعتاد، ويمكن القيام بقسم منها أمام الباب الخارجي للكنيسة حسب الطقس الكنسي، أو الإكتفاء بإتمامها داخل الكنيسة حسب الوضع المحلي.
زصلوات أيام الإثنين والثلاثاء والأربعاء من أسبوع الآلام: تقام الصلوات المعتادة في كل كنيسة بحسب العادة المتَّبعة، من قداديس أو رتبة درب الصليب أو سواها من الصلوات.
وخميس الأسرار: الاحتفال بقداس خميس الفصح، من دون رتبة غسل الأقدام، إنما الإكتفاء بانتقاء صلوات مختارة من هذه الرتبة تتم تلاوتها خلال القداس. وبعد القداس، يمنح المحتفل البركة بالقربان المقدس. وبطبيعة الحال تلغى زيارة السبع كنائس المعروفة في تقاليد بعض بلداننا، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحيا بالسجود وإضاءة شمعة في منازلهم، رمزا لحضور المسيح في سر القربان وسط العائلة.
والجمعة العظيمة: إقامة رتبة السجدة للصليب كاملة بما فيها من أناشيد وقراءات، ومن ثم يتبارك الحاضرون من الإكليروس والشمامسة وخدام المذبح من نعش المسيح المزيَّن بالورود بحسب الإمكان. وبعدئذ إتمام رتبة دفن المصلوب تحت المذبح كما جرت العادة في تقليدنا السرياني، إنما من دون زياح داخل الكنيسة أو خارجها، على أن تتشح الكنيسة بحلة الحزن، ولا سيما رفع الصليب على الجلجلة حسب العادة المتَّبعة، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحيا بوضع الصليب وأمامه شمعة مضاءة في منازلهم، رمزا للسجود للرب يسوع المعلَّق على خشبة الصليب.
وسبت النور: إقامة القداس الإلهي مع رتبة المسامحة.
وعيد القيامة المجيدة: إلغاء قداس منتصف الليل أو فجر العيد، والإكتفاء بإقامة القداس الإلهي الإحتفالي نهارا كما في أيام الآحاد والأعياد. وخلال هذا القداس تقام رتبة السلام، من دون زيّاح داخل الكنيسة أو خارجها، مع توجيه المؤمنين إلى المشاركة روحيا بقراءة نص إنجيل القيامة، وبإضاءة شمعة في منازلهم، رمزا للمسيح القائم من الموت.
وإثنين القيامة والأسبوع التالي والأحد الجديد: الإكتفاء بإقامة القداس الإلهي كما في أيام الآحاد والأعياد.
وأوصت الرسالة بـ "إلغاء تبادل التهاني بعيد القيامة المجيدة، والإكتفاء بتحية (المسيح قام، حقا قام) عبر الإتصال بالهاتف أو المراسلة أو بطرق التواصل الاجتماعي المتاحة".
وذكر المؤمنين بـ "أهمية الصلاة الشخصية والعائلية في هذه الظروف التي نعيشها، بعدما أُرغِموا قسرا على عدم المشاركة الشخصية في الاحتفالات الكنسية، على مثال صلاة الكنيسة الأولى، إذ (كان المؤمنون يجتمعون في البيوت حيث كانوا يواظبون على تعليم الرسل والمشاركة وكسر الخبز والصلوات - أع 2: 42). وهكذا يحيون إيمانهم ويفعلونه بالمحبة المتبادلة والمشاركة الروحية، ليعيشوا جوهر سر آلام الربّ يسوع وموته وقيامته لخلاص جنسنا البشري".
وأشار "نضرع إلى الرب الإله القدير أن يزيل هذه النكبة المخيفة عن الكنيسة ومجتمعاتنا وبلداننا والعالم، فيشفي المصابين بوباء كورونا، ويرحم الذين رقدوا من جرائه، ويحمي البشرية من تفشي هذا الوباء الخطر، ويحد من انتشاره، ويعضد الأطباء والممرضين والممرضات ومساعديهم في عملهم لمجابهته، ويلهم الباحثين والعلماء لإيجاد الدواء الشافي واللقاح الناجع".