يتحضر المغتربون اللبنانيون للعودة الى لبنان بدءا من نهار الأحد المقبل، بعد أن اقرّت الحكومة خطة العودة واكتمال التحضيرات لوصولهم وحجر من يجب حجره منهم في مراكز خاصة استُحدثت لهذه الغاية، ولكن كل هذا لا يعني أن لا صعوبات أمام المغتربين، وبعد أن تناولت "النشرة" في تقرير لها معاناة لبنانيين في فنزويلا، نتابع اليوم أوضاعهم، فكيف هي أحوال الجالية اللبنانية هناك؟.
للتذكير فقط، فقد ناشد عبر "النشرة" عدد من المقيمين في فنزويلا الحكومة اللبنانيّة النظر في أوضاعهم، خصوصاً أولئك الذين ذهبوا في زيارة إلى أهلهم وأقربائهم هناك، إلا أن إغلاق المطارات في العالم قطع طريق عودتهم، وبعد هذه المناشدة، تواصل مع "النشرة" لبناني في فنزويلا إسمه توفيق يوسف، ووعد بالمتابعة مع السفير اللبناني هناك الياس لبّس، وبالفعل تمّت المتابعة، وهذا من باب الإنصاف.
في فنزويلا تسكن الجالية اللبنانية الأكبر في أميركا الجنوبية، فهناك هجرة لبنانية جديدة حصلت منذ سنوات قليلة بعد انتعاشها الإقتصادي، وفي هذا السياق يشير السفير لبّس الى أن أعداد أبناء الجالية اللبنانية التي لا يزال أفرادها يملكون جنسيات لبنانية تصل الى حوالي 400 ألف لبناني، وهؤلاء بأكملهم بحسب معلومات السفارة لا يعانون من فايروس "كورونا".
ويضيف لبّس في حديث خاص لـ"النشرة": "من يرغب من أبناء الجالية بالعودة الى لبنان، عليه تعبئة الإستمارة الموجودة أونلاين، والتي تنتقل بشكل مباشر الى وزارة الخارجية في لبنان، ومن ثم تُرسل الوزارة الاستمارات الى السفارة المعنية"، مشيرا الى أننا نستقبل اتصالات اللبنانيين في البلد على الأرقام الساخنة الموجودة على صفحات السفارة، وتتابع معهم كل التفاصيل، ونجيب على استفساراتهم.
تطبّق السلطات الفنزويلية حظر تجوّل قاس، اذ يُمنع الخروج من المنزل الا ضمن شروط محدّدة، ومن اضطرّ عليه الاستحصال على أذونات خاصة، وهي ستؤمن من قبل السفارة للبنانيين فور انتهاء مرحلة تسجيل أسماء الراغبين بالعودة الى بيروت، وضمن آلية تنسيق معيّنة.
أما بالنسبة العالقين على جزيرة مارغريتا، فيشير السفير لبّس الى أن المشكلة الأساس التي تواجههم هي توقّف الطيران الداخلي بالجزيرة، ولذلك ننتظر الأعداد التي تتواجد هناك وتريد العودة، للتنسيق مع السلطات الفنزويليّة لأخذ إذن خاص لنقلهم الى المطار لتأمين العودة الى الوطن.
ويضيف لبّس: "بالنسبة الى "التيكيت" والمبالغ المتوجب دفعها فلا يوجد معلومات وتعليمات بعد، ومن حيث المبدأ فمن أموالهم في لبنان يستطيعون الدفع لشركة طيران الشرق الأوسط، واذا كان هناك من هو غير قادر على الدفع، فسيتساعد أبناء الجالية سوية كنوع من التضامن، خصوصا وأن السفارة غير قادرة على تحمّل مثل هذه الأعباء".
في كولومبيا، يوجد جالية لبنانية أصغر بكثير من الموجودة في فنزويلا، ولكن بحسب ما علمت "النشرة" يتمّ التواصل معهم من قبل المعنيين في الجالية في فنزويلا لمساعدتهم ومتابعة أحوالهم، كذلك الأمر بالنسبة للموجودين في الإكوادور.
لن تكون عودة المغتربين سهلة، خصوصا اذا ما بقيت أسعار تذاكر السفر التي انتشر الحديث عنها على ما هي عليه، اذ علمت "النشرة" أن ارتفاع الأسعار سيؤثّر على رغبة البعض الذين ينوون العودة، فهل يصل هذا الملف الى برّ الأمان؟.