أشار الخبير الاقتصادي وليد بو سليمان الى أن التعميمين الصادرين عن مصرف لبنان اليوم يؤكدان أنه بات بالإمكان "الترحّم" على سعر صرف الدولار الرسمي المحدد بـ 1515 ليرة لبنان، مشددا على أنهما يشكلان اعترافا ضمنيا بسعر السوق السوداء.
واضاف في حديث لـ"النشرة": "التعميم الأول ينص على أن الحسابات التي لا تتخطى الـ 3 الاف دولار أميركي، فيمكن للعميل أن يطلب سحبها بالليرة اللبنانية على أساس سعر صرف السوق والذي هو اليوم مثلا وصل الى عتبة 2900 ليرة للدولار الواحد"، مشيرا الى أن المصرف لن يتحمل هذه الفروقات بل مصرف لبنان هو من سيتحملها.
ورأى بو سليمان أن الهدف من هذا التعميم هو معالجة ازمة شح الدولار، وامتصاص نقمة أصحاب هذه الحسابات والذين تشكل أعدادهم نسبة كبيرة من المودعين، مشيرا الى وجود مشكلة أساسية في هذا التعميم هي من سيحدد سعر السوق.
وكشف بو سليمان أن التعميم قدم تعويضا لأصحاب الحسابات التي تضم أقل من 5 ملايين ليرة، اذ اتاح لهم إمكانية طلب تحويلها الى الدولار وفقا لسعر الصرف الذي يحدده مصرف لبنان أي 1515، ومن ثم طلب سحبه كاملا على أساس الليرة اللبنانية بسعر السوق، والفكرة منها إرضاء الناس وإعطاء تعويض للناس.
اما بالنسبة للتعميم الثاني فقد خلق منصة للتداول تشارك بها المصارف والصرافين، وهذا يعني أن الصرافين أصحبوا من صناعي السوق market makers وهم يصدروا سعر الدولار بطريقة منظمة عبر مصرف لبنان، مشيرا الى أنه لا يمكن القيام بهذه العمليات من قبل أي عميل يدين للمصرف، قبل تسديد دينه.
وأشار بو سليمان الى أن الحسابات التي تضم أكثر من 5 ملايين ليرة او 3 آلاف دولار أميركي ستبقى بلا تنظيم حتى اللحظة.