أكد المجلس الأرثوذكسي اللبناني، أنه يريد "النجاح لهذه الحكومة في كل المهام الموكلة إليها وعلى رأسها ملف التعيينات وأهمها لجنة الرقابة على المصارف والنواب الأربعة لحاكم مصرف لبنان"، آملا أن "تثبت بأنها ليست كسابقاتها التي تعاقبت خلال العقود الثلاثة الماضية، فتمنع وتوقف مبدأ وأسلوب المحاصصة الذي اعتاد عليه السياسيون والأحزاب والذي أوصل البلاد الى هذا الوضع، وأن تتم التعيينات وفق مبدأ الكفاءة".
وشدد رئيس المجلس روبير الابيض اثر اجتماع عن بعد، على "ان على الحكومة العمل وفقا لانتمائهم الوطني المستقل وأخذ القرارات كاختصاصيين متمرسين كل في مجاله، دون الرجوع الى آراء الأحزاب أو بعض السياسيين. ونؤكد دعمنا المطلق لهم طالما أن قراراتهم تنبع من انتمائهم الوطني الخالص. كفى تدخلات سياسية وحزبية، وكفى خضوعا لسياسات المحاصصة والمحسوبيات".
ولفت إلى أنه "لا بد لنا أن نزكي ما بادر إليه رئيس الحكومة من إعادة النظر في ملف التعيينات وإرجائه الى وقت آخر، لكنه لو قام مسبقا بإيقاف التدخلات السياسية خصوصا التعيينات، لكانت الحكومة اليوم قد أنجزت بنجاح أحد الملفات الحيوية للبنان وعززت من خلاله ثقة الحراك وكل الشعب الثائر والمنتفض على هذه الطبقة السياسية المهترئة". داعياً "جميع المسؤولين الى إفساح المجال لهذه الحكومة ورئيسها للعمل باستقلالية تامة كي تنجح".
كما دعا الابيض "رئيس مجلس إدارة مصرف لبنان الى المبادرة بترشيح أسماء لمنصب نواب الحاكم يكونون مستقلين اختصاصيين نظيفي الكف، للمساهمة في تسريع عملية التعيينات"، معتبراً أن شروط صندوق النقد الدولي "تعجيزية وتهدف فقط لبيع لبنان الى جهات مجهولة"، معتبرا أن "ما يبديه الصندوق فعليا ليس مساعدة لإنهاض لبنان واقتصاده، فلو بادرت الحكومة الى إجراء الإصلاحات على عاتقها لن يحتاج لبنان لأي مساعدة مالية مشبوهة".
وعن فيروس كورونا، أكد "أهمية التعاون مع إجراءات الحكومة لاحتواء تفشي الوباء"، طالب الوزارات المعنية "بالدعم المالي الكامل لكل المستشفيات والمراكز الطبية وتوفير معدات إضافية للتنفس، وتأمين كافة المستلزمات الطبية والوقائية التي تحمي الكوادر الطبية والمساعدة، وفرض الحجر المنزلي للمصابين بالفيروس أو من تعرض لمصاب ومنعهم من الخروج وتأمين حاجياتهم اليومية، وفصل المناطق الموبوءة وفرض حظر التجوال فيها ومعاقبة كل مخل وقيام الوزارات والبلديات والمؤسسات المعنية بالتعقيم الكامل لهذه المناطق". كما دعا إلى "الإفصاح عن عدد المصابين بشفافية مطلقة وتحديد المناطق التي يوجدون فيها والمتابعة الصحية للمقربين منهم وأخذ الاحتياطات اللازمة والملزمة من حجر صحي مستبق".
وطلب من الجميع "تقديم المساعدات مادية كانت ام عينية، ليتمكن الشعب من تأمين قوته اليومي، فبدون شعب لا وجود لأي دولة أو إدارة حكم أو حاكم، وهذه الدعوة إلزامية للجميع".