وصلت الدفعة الاولى من المغتربين، وأعلنت شركة طيران الشرق الأوسط عن الدفعة الثانية التي تصل أيام الخميس، السبت والإثنين، من لندن، فرانكفورت، الدوحة، اكرا، روما، دبي، الكويت، لواندا، لندن، باريس، جدّة، وليبرفيل، فكيف كان المشهد العام لعودة الطائرة الأولى من باريس أمس، وماذا عن أحوال لبنانيين آخرين في الخارج، ينتظرون؟!.
121 راكبا عادوا أمس من فرنسا الى لبنان، وضمّت الطائرة الفئات الأكثر أولويّة للعودة، وفيها السوّاح، المسنّون، المرضى، وبعض الطلاب، وكانت السفارة اللبنانيّة في باريس بحسب مصادر "النشرة" قد أعدّت العدّة لعودتهم وواكبتهم الى باب الطائرة، برفقة أطباء كانوا على مدار النهار يتابعون أوضاعهم الصحية، وتم توزيع الكمّامات والقفازات عليهم أيضا لتفعيل سبُل الوقاية.
تلقّت السفارة اللبنانية في فرنسا بحسب المصادر حوالي 2350 طلب عودة الى لبنان، وكان حوالي 60 بالمئة من هؤلاء من الطلاب، الذين تلقّى بعضهم حسم شركة طيران الشرق الأوسط، بينما دفع بعضهم الآخر كامل قيمة تذكرة السفر، وذلك تبعا لتقييم السفارة لوضع الطلاب الاجتماعي، المالي والنفسي، ولكن قد لا تنطبق شروط المساعدة على عدد من الطلاب، بينما تكون حالتهم صعبة وغير قادرين على تحمّل كلفة التذكرة، وهذا ما حصل مع محمد ع. لأنه أصلا كان يعتمد على العمل الجزئي في باريس للتعلم ودفع كلفة دراسته وسكنه وحاجاته، مشيرا الى أنّ الأمور اختلفت بعد أن توقّفت الحياة منذ أسابيع، مشددا على أن سعر التذكرة حاليا لا يمكن له تحمّله وبالتالي سينتظر حلّا ما.
عاد علي ط. من أفريقيا، أجرى فحص "الكورونا" ومكث في الفندق، ثم غادر الى قريته الجنوبية بعد ثبوت عدم إصابته بالفايروس. يقول في حديث لـ"النشرة": "وصلت الى قريتي وسلّمت على اهلي عن بُعُد، وتوجهت الى مكان سكني للأسبوعين المقبلين، وهو عبارة عن غرفة ومطبخ وحمّام تم تجهيزها الأسبوع الماضي تحضيرا لعودتي"، مشيرا الى أنني "التزم الحجر المنزلي لا بسبب التعهد الذي وقعته خلال رحلتي الى لبنان، ولا لأجل قرارات الحكومة، بل لأجل عائلتي، والدي المسنّ ووالدتي، لأنّ أيّ احتكاك بهم قد يكون مقدّمة لنتيجة سيّئة أتحمّل وحدي مسؤوليتها، لذلك لا بد من الالتزام، ومن صبر في الخارج 15 يوما ليعود، يمكنه أن ينتظر 15 يومًا إضافية.
هي ظروف صعبة يعيشها اللبنانيون في الداخل والخارج، ولكن من عاد الى الوطن من المغتربين بات وضعه أفضل من أولئك الذين ينتظرون في الخارج، ومنهم في دول بعيدة كفنزويلا، خصوصا أن بعض اللبنانيين هناك يعانون الامرّين جرّاء مشكلات عديدة، آخرها أسعار التذاكر المرتفعة جدا.
وفي هذا السياق تشير مصادر مطّلعة الى أن السفارة اللبنانية في فنزويلا سجّلت، حتى يوم أمس، أسماء 156 شخصا يودون العودة، إلا أن بعضهم صُدم حين علم ان سعر تذكرة الإيّاب إلى أرض الوطن قد يصل الى حوالي 4000$ أميركي، مما أثار استعجابهم وذهولهم، حيث كانت في الأيام العادية لا تتعدى 1000$ للإياب، ممّا دفع العشرات من اللبنانيين للتراجع عن قرارهم بالعودة.
أمام هذا الواقع، يشير المواطن اللبناني أحمد.أ.ب. الذي يسكن في العاصمة كاراكاس، والذي ذهب إلى فنزويلا برحلة ذهاب وإياب مدفوعة الثمن، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "فارق السعر بين الطائرة بالأيام العادية واليوم هو إثبات لعملية استغلال، لأنّنا غالباً ما كنا نأتي بطائرة نصف عدد مقاعدها فارغا، ولم تلغ الرحلات سابقا لعدم وجود عدد كاف فيها، فكيف سأدفع مبلغ 4000$ الذي يعني أكثر من 11 مليون ليرة كي أعود إلى لبنان، الأفضل لي أن أبقى في فنزويلا وعندما تهدأ الأوضاع، أعود الى لبنان".
تقوم الدولة اللبنانية بأكبر عملية إجلاء بتاريخها، ولا شكّ ان عملية كهذه بإمكانات لبنان، لن تكون سهلة، ولكن الاهمّ ان تنتهي على خير.