راى رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الأمير قبلانتهنئة للمسلمين واللبنانيين في ذكرى ولادة الامام المهدي ان "العالم يبحث عن خلاصه مما يتخبط فيه من فساد وظلم وبلاء ووباء، فما شهدناه ونشهده من طغيان القيم المادية على الروحية، وتعطيل احكام الله لحساب المصلحة الشخصية الضيقة وانعدام الضمير وغياب التقوى وسيطرة النزعة الشيطانية على توجهات الكثيرين يجعلنا اكثر شوقاً ولهفة وتضرعاً لخروج الامام المهدي ليخلصنا من الجور والبلاء والوباء، فالعالم يئن من جوع الفقراء وظلم الطغاة وانات المستضعفين والآم المرضى حتى جاءه وباء كورونا لينشر الرعب والقلق والخوف في نفوس البشر"، متأملا في "واقع عالمنا اليوم الذي تضج فيه الأرض من الظلم والوباء مما يحدونا ان نبتدئ بإصلاح أنفسنا فنعمل من اجل دعم القيادة الحكيمة الرائدة في سبيل الإصلاح والعدالة والتقوى فنحصن أنفسنا بالورع عن محارم الله والاستقامة على طريق الخير والإحسان لنكون من أصحاب المهدي المنضوين تحت رايته".
واشار الشيخ قبلان الى أننا "نعيش زمن انعدام العدالة الدولية حيث استأثرت القوى الغاشمة على مقدرات العالم، ففرضت العقوبات الجائرة على الشعوب وكرست أنظمة فاسدة عميلة تستند الى القهر والظلم في حكم شعوبها، فكان انعدام موازين العدالة والقيم الأخلاقية وإلانسانية"، معتبرا إن "الإمام المهدي حاجة إنسانية لكي تستعيد الإنسانية قيمها وأخلاقها وعدالتها، فالظلم والفساد والطغيان يتجسدون اليوم في المشروع الاستعماري الذي اباد شعوباً بحروبه واستعماره وبث فتنه وفساده على مساحة الكون، وهيمن على الخيرات والثروات ليحول الانسان الى سلعة استهلاكية تحقيقاً لاهدافه الشيطانية، وهو غرس اسرائيل بؤرة للشر في منطقتنا، كما أنتج داعش واخواتها بغية تشويه الاسلام وقيمه وقهر الانسان، فهذا المشروع الاستعماري يشكل عدوا للانسانية جمعاء بكل أديانها، والمهدي هو أمل المؤمنين بالخلاص، وعلينا كمؤمنين ان ننخرط في محور مواجهة هذا المشروع فننتفض لرفع الظلم والطغيان وننتصر لفلسطين ومقدساتها وندعم مقاومة شعبها ونقف مع المظلومين في كل بقاع الارض".
وطالب الشيخ قبلان اللبنانيين بالوعي والصبر في مواجهة جائحة الكورونا، فيتمسكوا بتعاليم دينهم ويعيدوا النظر بكل الازمات التي عصفت بوطنهم ليتعظوا منها في مسيرة نهوض وطنهم الذي نريده معافى من الوباء والفساد، فيلتزموا بتوجيهات الحكومة وإجراءات التعبئة الوطنية في احتواء المرض والسيطرة عليه، ونحن اذ ننوه بجهود الجميع في استعادة المغتربين ولاسيما الطلاب منهم، فاننا نطالب اللبنانيين بالتزام الحجر المنزلي، داعيا الحكومة الى "الإسراع في تقديم مساعداتها للمواطنين في منازلهم، ونؤكد على ضرورة الامتثال الى الارشادات والتوجيهات الطبية التي تسهم وزارة الصحة والفرق الطبية والجمعيات والجهات المختصة في معالجة المصابين ومحاصرة الوباء".
وطالب الشيخ قبلان الحكومة تنفيذ خطتها الإصلاحية الانقاذية للنهوض بالاقتصاد اللبناني واستعادة المال العام المنهوب والافراج عن مدخرات اللبنانيين المحجوزة في المصارف اللبنانية، فاللبنانيون ينتظرون افعالا تعيد ثقة المواطن بالدولة، وهذه الحكومة استطاعت ان تنجح في تصديها لجائحة كورونا، وهي قادرة على انقاذ الوضع الاقتصادي وتثبيت سعر النقد الوطني وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، ولنا ملء الثقة بها في إرساء نهج إصلاحي شفاف يصحح الخلل في الأداء الرسمي ويصوب السياسة الاقتصادية التي اغرقت البلد في الديون نتيجة الفساد والرشى والصفقات المشبوهة.