اشار العلامة الشيخ قاسم قبيسي في رسالة "النصف من شعبان"، الى انه في هذا اليوم العظيم المبارك يوم ميلاد صاحب اللواء والمصلح الأكبر والأمل الذي يتطلع ليومه كل ضعيف ومضطهد، أيها الأعزاء تمر علينا هذه الذكرى ونحن نعيش أيام محن وبلاء وشدة ووباء ولا نجد لنا مفزعا وملاذا الا التوسل الى الله عز وجل بجاه خاتم حججه وبقية الله في أرضه الحجة ابن الحسن صلوات الله عليه وعلى أبائه ونحن نرى دولا عظمى وسلطات لا تقهر تقف حيرا أمام هول هذا المشهد الذي يجتاح العالم ونحن نمتلك هذه النعمة العظمى وهي وجود حجة الله في أرضه ملاذ المومنين والروؤف بالفقراء والمساكين مهدأ القلوب ومسكن روع الخائفين والمذعورين، فقد ورد بالحديث عن أمير المومنين عليه السلام قال: "ولو أن الناس حين تنزل بهم النقم وتزول عنهم النعم فزعوا الى ربهم بصدق من نياتهم وولهٍ من قلوبهم لردَّ عليهم كل شارد وأصلح لهم فاسد".
ولفت العلامة قبيسي الى انه "هذا هو الفارق الأساس الذي يدعونا للعمل عليه في مواجهة هذه المحن والقوة في تخطي هذه البلاءات، فالمؤمن عند نزول النقم وزوال النعم يلجئ الى ربه صادقا ثابةً متمسكاً بإيمانه قوياً عند الشدائد متوكلاً على الله في كل أموره والله تعالى يقول وابتغوا اليه الوسلة، وها نحن اليوم نقف على أعتاب إمام زماننا وسيد العصر ومَن بيده الأمر والنهي ومن جعله الله ملاذاً لأمته ووسيلةً للملتجئن اليه والعائذين به، فعلينا أن نحسن الإيمان ونتقن لغة الخطاب مع الله ونحسن سلوك الطريق الذي أراده الخالق المتعال على لسان سيد الأوصياء بقوله ولو فزعوا الى ربهم بصدق النوايا ووله القلوب كان على الله أن لا يخيب ظن عبده به فرد علينا كل شارد وأصلح كل فاسد".
اضاف قائلا "أيها المؤمنون الموالون هذه نعمة الإيمان تتجلى بصدق النية وخشوع القلب والأنقطاع اليه بجاه وليه الحجة ابن الحسن عجل الله تعالى فرجه أن يكشف هذه الغمة عن هذه الأمة وأن يدفع عنا جميعاً السؤ والبلاء وأن يجعلنا من المشمولين بدعاء إمامنا في هذه الأيام التي لا أمل للنجاة سوى لطف الله تعالى، وذلك بعد التعقل والعمل بما امر به والألتزام بما هو واجب علينا ولايحق لنا التفريط بواجباتنا وندعي التوكل عليه فلا يطاع الله الا كما يريد أستودعكم الله السميع العليم وأن يبلغنا شهر الصيام ونحن بخير وعافية في أدياننا وأبداننا وعقولنا يا رب العالمين" .
ونتوجه الى أمامنا كما ورد بالنص
"السلام عليك يا باب الله الذي لا يؤتى إلا منه
السلام عليك ياسبيل الله الذي من سلك غيره هلك
السلام عليك يا نور الله الذي لا يطفئ
أشهد أنك الحق الثابت الذي لا عيب فيه وأن وعد الله فيك حق لا أرتاب لطول الغيبة وبعد الأمد ".
وتابع قائلا "في الختام نتوجه الى سيدنا ومولانا صاحب العصر والزمان في هذه الأيام العصيبة والمحن الجسيمة ان يشفع لنا عند الله سبحانه وتعالى ان يرفع هذه الغمة عن هذه الأمة بتعجيل فرجه وانسأل الله تعالى ان تكون هذه المصاعب بعينه فانه لا يضيع لديه عمل عباده الصالحين".