لفت السفير الصيني في لبنان وانغ كيجيان، إلى أنّه "تمّ رفع حالة الحجر الصحي عن ووهان في الصين اعتبارًا من يوم الأربعاء الماضي، وبات يمكن للمواطنين الخروج من ووهان إذا تمّ التأكّد من خلوّهم من فيروس "كورونا". كما بدأت تُستعاد الحياة بدرجات متفاوتة، من خلال إعادة تشغيل مترو الأنفاق وباصات النقل العام، وعودة بعض المصانع إلى الإنتاج"، مبيّنًا أنّ "حذرًا شديدًا لا يزال موجودًا، وإجراءات الوقاية مفروضة على المدينة، وخصوصًا الحجر بالنسبة للمصابين بالفيروس وللأحياء السكنيّة الّتي فيها مصابون".
وركّز في حديث تلفزيوني، على أنّه "تمّ قطع الإنتقال الداخلي للفيروس داخل الصين، لكن لدينا وضع جديد وحالات مستورَدة تتزايد يومًا تلو الآخر، وهناك خطر لانتشارها من جديد"، موضحًا "أنّنا لا نستطيع القول إنّنا انتصرنا على "كورونا"، لأنّ المهمّة شاقّة لمنع انتشار الفيروس مجدّدًا والحد من استيراده". ونوّه إلى أنّ "كل إجراءات الوقاية الإحترازية تُطبَّق بكلّ صرامة ودقّة".
وذكر كيجيان أنّ "التجارب أثبتت أنّ المصابين لا يستطيعون الإلتزام بحجر تام، لذلك بتنا نبقيهم في المستشفيات"، مشيرًا إلى أنّ "ما ساعدنا على الوصول إلى هذه المرحلة هو التضامن والتكاتف وتضحية الشعب الصيني ككلّ مع الحكومة والمستشفيات والطاقم الطبّي والإلتزام بالحجر الصحي والإجراءات المفروضة للوقاية والعلاج. الحكومة الصينية و"الحزب الشيوعي الصيني" يتصرّفان انطلاقًا من مصلحة الشعب، والشعب بدوره يؤمن بالقيادة وبإجراءات الحكومة، فيلتزم بها".
وبيّن "أنّنا أخذنا بعض الوقت لتحديد الفيروس ومسبّباته، ونحن نتعاون مع "منظمة الصحة العالمية" ودول العالم بكلّ شفافيّة"، شارحًا أنّ "الوباء بدأ في ووهان بالصين، وفيروس "كوفيد 19" تمّ تحديده للمرّة الأولى في ووهان، لكن من الناحية العلميّة فإنّ مكان نشأة الوباء لا تعني بالضرورة أنّ الفيروس قد نشأ في المكان نفسه". وأكّد أنّ "حتّى الآن لا يوجد نتيجة متّفق عليها علميًّا حول مصدر الفيروس، لكن هناك إجماع أنّه يأتي من الطبيعة والحيوانات وليس من المختبرات. كما يعتقد الخبراء أنّ من الأرجح أن تكون الخفافيش هي من تحمل الفيروس أساسًا، لكن كيفيّة انتقاله ليست معروفة حتّى الآن".
كما شدّد على أنّ "هناك اتهامات بأنّ استهلاك الخفافيش هو سبّب انتشار "كورونا"، وهذا ليس صحيحًا، فانتقال الفيروس ليس بالطعام، بل بواسطة الجهاز التنفسي، ولا إثبات أنّ الخفافيش تُباع أو تؤكل في ووهان"، لافتًا إلى أنّ "منظمة الصحة العالمية" وضعت قواعد جديدة لتسمية الفيروسات، وعدم ربطها بأسماء بلدان أو حيوانات". وركّز على أنّ "في هذا الوقت الصعب، يجب تضافر الجهود للمواجهة الجماعيّة للفيروس، بدلًا من تسييس الموضوع أو إلقاء اللوم على الآخرين".
من جهة ثانية، أشار كيجيان إلى أنّ "منذ بداية الوباء، كنّا على تواصل وتعاون وثيقين مع الحكومة اللبنانية المتمثّلة بوزارة الصحة العامة، ونتبادل الخبرات والتجارب، ونتشاور حول الإجراءات الوقائيّة والعلاج، وقد شاركنا الخطط ومناهج الوقاية والعلاج مع وزارة الصحة وخبراء، ليستفيدوا من تجاربنا وخبراتنا". وأوضح أنّ "بحسب التقديرات من فرع "منظمة الصحة العالمية" في لبنان، فإنّ السلطات اللبنانية تتحرّك وفقًا لإرشادات المنظمة"، مؤكّدًا أنّ "هناك تعاون وتنسيق مستمرَّين".
وكشف أنّ "الجالية الصينية في لبنان وشركات صينيّة قدّمت تبرّعات للجانب اللبناني من مستلزمات طبيّة ومعدّات، وننسّق لتقديم مساعدة من الحكومة الصينية إلى الحكومة اللبنانية، كما ننسّق مع الجهات الصينيّة كالمصانع والشركات لتسهيل الشراء الحكومي للأجهزة والمستلزمات الطبيّة". ورأى أنّ "هناك آثار كبيرة للفيروس على العالم سياسيًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا ونفسيًّا، وفي الوقت الحالي، تبرز أهميّة التعاون الدولي أكثر من الماضي". إلى ذلك، شدّد على أنّ "المطلوب من الجميع أن يبذلوا ما لديهم من جهود لإنقاذ الأرواح وضمان سلامة المواطنين وصحّتهم".