مرّت الجمعة العظيمة وكذلك عيد الفصح وقبلهما أحد الشعانين لدى الطوائف الكاثوليكيّة الّتي تتبع التقويم الغربي من دون تسجيل أي خروقات لقرارات المسؤولين الروحيين الحاسمة لناحية وقف الإحتفالات الدينية في زمن فيروس كورونا السريع الإنتشار، وإقتصارها على الآباء والكهنة في الكنائس والأديرة فقط. ولكن قبل أن يبدأ أسبوع الآلام لدى الطوائف الّتي تتبع التقويم الشرقي، بدأت الخروقات لقرارات بطريركتهم وتوّجت بزياح أحد الشعانين الذي أقيم وسط حشود من المؤمنين في كل من كفرحبو في الضنيّة والكفير في الجنوب، وبعدد أقل في كنيسة السيدة العذراء في الأشرفية. الخروقات بدأت قبل الشعانين يقول المتابعون، وتحديداً من منطقة الكورة التي دعا فيها بعض رؤساء الأديار الى سهرانيات دينية بمناسبة عيد البشارة، وبحضور المؤمنين والمصلين علماً أن السهرانيّة لا تنتهي قبل ٦ ساعات. خروقات كان خلفها وقتذاك بعض المطارنة كراعي أبرشية الكورة وطرابلس المطران أفرام كيرياكوس، الذي، وعلى رغم بيان البطاركة ورؤساء الكنائس المسيحية في لبنان وسوريا الذي علّق كل الصلوات والقداديس في كل الكنائس حتى إشعار آخر، وأوقف الإجتماعات والأمسيات الدينية، طالب وببيان بإقامة الصلوات والقداديس المختصرة بحضور الكاهن والقندلفت والمرتل ومن حضر قليلاً من أبناء الرعية، وكأن كورونا يميز بين عشرين شخصاً ومئة، أو كأن الله لا يستجيب للمصلّين إلا اذا عرّضوا أنفسهم والآخرين للخطر. المطران كرياكوس نفسه عاد وأصدر بعد أسبوعين تعميماً ثانياً التزم فيه بما صدر عن البطريركيّة الأرثوذوكسية، لناحية إختصار الصلوات في أحد الشعانين وأسبوع الآلام على الكهنة والرهبان في الكنائس والأديار صوناً لسلامة المؤمنين والتزاماً بالإجراءات العامة"، غير أن بعض الكهنة في مطرانيته لم يلتزم بما صدر عنه وأصر على إقامة زياح الشعانين كما حصل في كفرحبو مع الأب جورج الشاغوري.
وكي لا تتكرر خروقات الشعانين في أسبوع الآلام لدى الأرثوذوكس، تعتبر مصادر مقربة من بطريركية البلمند أن القوى الأمنيّة يجب أن تلعب دوراً على هذا الصعيد لمواكبة إجراءات التعبئة العامة، لأنّها تصدر التعاميم وتطلب من الكهنة الإلتزام ولكن لا يمكنها أن تلعب دور الشرطة لمنع التجمعات والزياحات والمسيرات، وحتى لو لم يلتزم عدد من الكهنة بقرارات الكنيسة وأصر على إقامة القداديس والزياحات وكأننا في أحوال طبيعية وبعيدين كل البعد عن أجواء كورونا، فكيف لهذه الزياحات أن تقام إذا حالت الإجراءات الأمنية دون وصول من يريد من المؤمنين الوصول الى الكنائس.
أخطر ما في هذه الزياحات والقداديس هو ما يرويه أبناء الكفير عن أحد الشعانين، إذ يقولون، إن الغالبية الساحقة من المؤمنين الذين شاركوا في الزياح الذي أقامه الكاهن نعمة أبو رحال، قصدت القرية المذكورة قبل يومين من الزياح وهي تعيش في بيروت وضواحيها، وعندما نقول العاصمة وضواحيها فيعني ذلك إختلاطاً وتعرضاً بنسبة أعلى من القرى الجبلية، نظراً الى الكثافة السكانية الموجودة في المدن.
إذاً، كي لا يعرض آسبوع الآلام لدى الأرثوذوكس المؤمنين لخطر إنتشار كورونا، على القوى الأمنية تشديد الإجراءات ولو عبر منع المؤمنين من الوصول الى الكنيسة، وليس في الأمر عيب، والدليل كيف هدّد النائب البطريركي عن الجبة وزغرتا وإهدن المطران الماروني جوزيف نفاع الكهنة بالحبس من قبل مخابرات الجيش لكل من يفتح أبواب الكنيسة بين خميس الأسرار وأحد الفصح.