اشار متروبوليت صيدا وصور ومرجعيون للروم الأرثوذكس المطران الياس كفوري الى اننا "نسأل الرب أن يجعل من هذه المناسبة قيامة للبنان، وأن يعطي شعب لبنان والعالم السلام والطمأنينة والراحة. نسأله أن يشمل ببركته الإلهية جميع اللبنانيين ليهتدوا إلى طريق الرب. وطريق الرب الضيق يؤدي إلى الخلاص، الى السلام، إلى احترام الآخر المخلوق على صورة الله ومثاله. لبنان يقوم على العيش المشترك والوحدة الوطنية".
ولفت خلال قداس عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الشرقي، في كاتدرائية القديس نيقولاوس في حي مار نقولا في صيدا القديمة، الى اننا "نسمع اليوم بعض الأصوات التي تنادي بإلغاء الطائفية في لبنان. نحن مع هذا الطرح. كنيستنا الأرثوذكسية ومفكروها أول من نادى بالدولة المدنية، ولكن للوصول الى ذلك يجب أن نضع خريطة طريق، أما أن يقول الرئيس الدكتور حسان دياب، الذي نجل ونحترم، إن حكومته عابرة للطوائف، فهذا قول مردود لأن كل الوقائع التي رافقت تشكيل الحكومة تدل الى عكس ذلك تماما. وما دمنا في نظام طائفي فلتراع، الاعتبارات الطائفية كما تقول تقاليدنا التي درجنا عليها منذ الاستقلال".
وسأل: "لماذا العبور فوق الطوائف لا يستهدف إلا الأرثوذكس؟ لن أخوض في هذه العجالة في تعداد المراكز التي خسرتها الطائفة الأرثوذكسية منذ عشرين عاما على الأقل في كل المجالات، وهنا لا أتحدث عن المناصفة المرعية الإجراء الآن، بل عن وظائف الفئة الأولى التي يجب أن يراعى في توزيعها التوازن الطائفي. حقوق الأرثوذكس مهدورة بكل صراحة، وأطالب الحكومة وعلى رأسها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي نكن له كل الاحترام، بإعادة هذه الحقوق. وفي هذا السياق أضم صوتي الى أصوات الإخوة المطارنة بإمامة البطريرك يوحنا العاشر والسادة وزراء الطائفة الأرثوذكسية في لبنان ونوابها، الذين عبروا بصراحة عن انزعاجهم من هذا التصرف. أرجو تصحيح هذا الخطأ الفادح في أسرع وقت".
وتابع: "أهم ما يميز لبنان، العيش المشترك بين مسيحييه ومسلميه. هذه نعمة كبرى يجب أن نحافظ عليها. نرى حولنا كيف يقتتل الناس على أساس طائفي أو مذهبي، ونحن نشكر الله أننا لسنا بهذا الوارد على الإطلاق. في لبنان المسيحي نصف مسلم، والمسلم نصف مسيحي. هذا تعليق سمعته من أحد المفكرين فأعجبت به. يبقى أن نراعي ضمن العيش المشترك خصوصية كل طائفة واحترام معتقداتها وتقاليدها. نخاف من التطرف الديني، وغير الديني، في لبنان. الغلو في الدين يضر أما الإيمان والاحترام المتبادل فهو الذي ينفعنا ويقوينا".
وختم: "التزام كتبنا المقدسة هو ضمان عيشنا المشترك. كتبنا المقدسة، في المسيحية والإسلام تدعونا إلى أن نعتصم بحبل الله ولا نتفرق. حذار اللعب على أوتار الطائفية. هناك الكثير من الأعداء الذين يحاولون أن يفرقوا بيننا على صعيد طائفي ومذهبي. من يقرأ جيدا الكتب المقدسة وبخاصة الإنجيل والقرآن، لا يمكن أن يتعصب أو يتطرف أو ينبذ الآخر. في الكتابين العزيزين كل الاحترام للآخر، لا بل كل المودة. الإيمان بالله وبأنبيائه ورسله يجمعنا والطائفية تفرقنا. الإيمان عابر للطوائف والحدود".