أكّد رئيس حزب "القوّات اللبنانيّة" سمير جعجع أن "القضية الأرمنية التي تلاقي المزيد من التعاطف والتفهم في العالم، ستبقى دائما شعلة لا تنطفئ، بما تختزن من عبرٍ نستنير بها وندعو كلّ سلطةٍ إلى التعلّم من دروسها، كي لا تذهب تضحيات الشهداء سدى، وبخاصةٍ أنّهم سقطوا نساء وأطفالاً وشيباً وشباباً شهداء الإيمان والحرية والحق بالحياة الكريمة"، مشيراً إلى أننا "من البديهيّ ان نقدّر عاليا شهاداتهم، لأننا ننتمي أيضا إلى مدرسةٍ نضالية حافلة بالشهادة من أجل لبنان، الذي كان وسيبقى موئلا للحريّة والتنوّع، لاسيما وأنّ عددا كبيرا من شهدائنا هم من أصلٍ أرمني".
واشار جعجع في كلمة مباشرة في ذكرى المجازر الأرمنيّة ومجازر سيفو، الى ان "درج حزب القوات اللبنانية في الاعوام الأخيرة على الاحتفال في معراب بذكرى الإبادة الأرمنية ومجازر سيفو. ويعزّ علينا هذا العام ان يغيب الاحتفال قسرا بسبب وباء كورونا، لكنّ غياب الاحتفال لا يعني أبداً غياب القضية الأرمنية والسريانية، والأشورية والكلدانية عن وجداننا وقلوبنا وذاكرتنا الحيّة، وعن وعينا بضرورة الاتعاظ من تجارب التاريخ، لا سيما بالنسبة للشعوب الصغيرة كالشعب اللبناني الذي ما زال يتعرّض بمختلف فئاته وطوائفه لمجازر بحق الوطن والميثاق والدستور والقانون وبحقّ الحياة الحرّة الكريمة، من قبل مجموعةٍ تتحكّم بمفاصل السّلطة وتتصرّف في بعض الوجوه كما تصرفت السلطات العثمانية في حينه، من دون وازعٍ ضميريٍ واخلاقي وبالافتئات على الحقوق الأساسية للإنسان".
وأضاف: "إنني في هذه الذكرى الأليمة، أنحني امام تضحيات الشعب الأرمني والسرياني والأشوري والكلداني على مرّ التاريخ، وأقدّر عاليا حرص اللبنانيين من أصلٍ أرمني على انتمائهم إلى لبنان الوطن، كما حرصهم على الوفاء لجذورهم وتاريخهم الحافل وتراث أجدادهم".
وختم: "كما واجهتم بالإيمان والرجاء والثقة بالنفس والإرادة القوية تداعيات الإبادة والمجازر الرهيبة، ها إنّنا نواجه اليوم معا مختلف أشكال الظلم والتسلّط والاستهتار بقيم لبنان الوطن والإنسان، لكننا لن نتراجع كي نستحق الحياة التي مات من أجلها اجدادنا وأهلنا ورفاقنا... والسلام".