بركة القديسين "بطرس وبولس" طبعا ستفعل فعلها مع الشعب الايطالي، والأكيد أن صلوات البابا فرنسيس لايطاليا والعالم ستساعد على تخطّي وباء "كورونا" الذي سددّ الى الشعب الايطالي كما كلّ شعوب العالم ضربة قاضية، وتسبب بوفاة الالاف واصابة الملايين، كذلك لن ينسى العالم مشهد تجمع الاف الايطاليين في ساحة الفاتيكان بعد أن فتك بهم اليأس... في الوقت الراهن ايطاليا تحتلّ المرتبة الثالثة بعد الولايات المتحدة الاميركية واسبانيا في انتشار "كورونا".
تتميّز إيطاليا خصوصاً المدن الشمالية فيها بطابعها الأثري القديم الذي يجعل من هذا البلد لوحة أثريّة ترسم معالمها بدقّة...والى جانب ذلك يتميّز الشعب الإيطالي بارتفاع أعداد المتقدّمين في السن،الأكثر عرضة للوفاة جرّاء الوباء. وهنا يشير الجراح الذي يعيش في ايطاليا وهو من أصول لبنانية جهاد جبور أن "أسباب ارتفاع الوفيات في ميلانو ولومباردي يعود في الأساس لأن أعمار السكّان هناك كبيرة، إضافة الى أن تلك المناطق هي في الاجمال صناعية وبالتالي فإن نسبة التلّوث فيها مرتفعة".
يروي الطبيب المذكور قصّة تفشّي كورونا في شمال ايطاليا، ويقول "هناك دور لرعاية المسنّين موجودة هناك دخل اليها الفيروس وبدأت تنتقل العدوى بينهم، ممّا اضطرّ الدولة الى اقفال هذه المراكز لأن غالبيّتهم ممّن لم يرحمهم الوباءوتوفوا". هذا ما يؤكده بدوره الطبيب اندريه شكرجي أيضا (من اصول اللبنانية) ويحمل الجنسية الايطالية، شارحاً أن "الوضع في روما وضواحيها هو أفضل بكثير من شمال ايطاليا، ففي ميلانو تصل نسبة الاصابات في اليوم الواحد الى 1600 بينما في روما هي 160".
"قرأت احدى الدراسات مؤخرا الصادرة عن احدى الجامعات باميركا وتشير الى أن نوع فيروس كورونا المنتشر في الولايات المتحدة وفي ايطاليا مختلفا، وتركيبة "الانزيم" قويّة ما ادّى الى وفاة عدد كبير من الاشخاص". هذا ما يؤكده شكرجي، لافتا الى أن "عددا من الاطباء والممرضين لم يحضروا الى العمل"، واصفا وضع المستشفيات في الايام الاولى لانتشار الفيروس "بأرض المعركة"، مضيفا: "لم يكن عدد الاطباء في المستشفى يتعدّى الاربعة أو الخمسة، لأنهمخائفون"، مشددا على أن "الدولة الايطالية وعندما تفشى الفيروس في شمالها طلبت من الاطباء التوجّه الى هناك ومعالجة المرضى وانا كنت واحدا مّمن سجّل اسمه للمشاركة، ولكن الوضع اليوم أصبح افضل ولم يعد الوضع يستدعي ذلك". في حين أن الجراح جهاد جبور فيشدد على ان "العمليات الجراحية انخفضت من 50 الى 60% لأن الهلع انتشر بين الناس اضافة الى وجود أشخاص ماتوا من أمراض غير الكورونا خوفا من "الكورونا"، رغم ان الطبابة في ايطاليا مجانية ومن يريد الدخول الى المستشفى لاجراء جراحة أو لأي سبب آخر يمكنه ذلك حتى دون أوراق ثبوتية".
يشرح جهاد جبور أنه "في الشهر الأول من أزمة "كورونا" لم تعد المستشفيات تستقبل الا مرضى هذا الفيروس، ولكن ومنذ اسبوعين عدنا لمعاينة مرضى يعانون من أمراض مختلفة ونجري جراحاتأجّلناها سابقاً"، مؤكدا أن "ايطاليا بدأت مرحلة جديدة، وعدد الاصابات بدأ ينخفض وعدد الناس الذي يخرجون من المستشفيات ارتفع".
إذا، دخلت ايطاليا مرحلة جديدة حيث عدد الاصابات والوفيات ينخفض... فهل تجتاز "القطوع" الكبير في وقت قريب؟!.