يقبل شهر رمضان هذا العام مختلفا عن الأعوام السابقة، فمن جهة يحاصر فيروس كورونا الناس في منازلهم، ومن جهة أخرى تدقّ الأزمة الاقتصاديّة أبواب كل اللبنانيين. في النبطيّة، الوضع مماثل لكل المناطق، في ظلّ وجود جملة قيود تكبّل شهر الصوم.
في الموضوع الديني، فرض قرار التباعد الاجتماعي نفسه على المدينة المعروفة بأجوائها الدينية في هذه الأيام، فمنع الاختلاط وما يتبعه من الممارسات الدينية في المساجد واستبدالها ببثّ الادعية والأمسيات القرآنية عبر وسائل التواصل وموقع النبطية الرسمي من النادي الحسيني والجامع.
تجارياً، تغيّب جائحة كورونا شهر التسوق ومدينة الملاهي وبحر العيد كما كان يجري عادة، فضلا عن انّ المحلات التجاريّة ستبقى مقفلة التزاما بقرار التعبئة العامة. ولكي لا تغيب مظاهر الشهر الفضيل، أطلق النادي الحسيني في النبطية برعاية وتوجيه امام المدينة المفتي العلامة الشيخ عبد الحسين صادق شعار "بالامل ضوي قلوبنا" لرمضان هذا العام.
في هذا السياق، أوضح المسؤول الاعلامي للنادي الحسيني في النبطية الشيخ مهدي عبد الحسين صادق، في حديث مع "النشرة" "اننا نحاول من خلال هذا الشعار ان ننعش قلوب المؤمنين والاهالي التي امتلأت بالحزن والكآبة، وان نضيء الامل في هذا الشهر الكريم ونعيد الفرح والبسمة والخير لقلوب أهلنا"، لافتاً إلى أنه "نتيجة إلغاء التجمعات في النادي الحسيني وفي مسجد المدينة، سننقل الامسيات القرآنية والأدعية عبر مواقع التواصل ليبقى الجو الرمضاني مستمراً".
وأشار صادق إلى أنه "في الشق الاجتماعي قام اسعاف المدينة التابع للنادي الحسيني بانشاء سوق الخير في ساحة البيدر في النبطية، وهو يستضيف نحو 400 أسرة، وفق معايير معينة ليقدم لها مآدب الافطار بكلفة مدعومة بنسبة 50 بالمئة من قيمة المنتج من قبل النادي وهم يدفعون النصف الاخر، والمنتجات في السوق هي لحوم ودجاج وحاجات الصائم للافطار، كما سنساعد 100 عائلة وهم الاكثر فقرا طيلة شهر رمضان بكامل كلفة الافطار، وسنحافظ على التقاليد الثابتة، وهي اطلاق مدفع رمضان بشكل يومي واضاءة النادي الحسيني والشارع المؤدي له بالزينة الرمضانية المعتادة كي لا يمر كغيره من الايام".
من جهته أكد رئيس جمعية الإنماء فؤاد قرة علي، انه "كما تعودنا كل عام لن نفطر الا عند اطلاق مدفع الافطار على ساحة الامام الحسين طلقة مدفعية، وهو ما سندأب عليه ولن نمسك عن الطعام عند السحور الا بعدما نسمع صوت "المسحّراتي"، يردد ويملأ صوت طبلته ارجاء المدينة وهو يردد "قوموا على سحوركم، اجا رمضان يزوركم، ويا نايم وحد الدايم، وهذا الامر سيتفوق على الكورونا، لكنها جعلتنا نتقيد في الافطار ونلتزم المنازل عملا بقرار التعبئة العامة".
في المحصّلة، هذا الواقع الصعب الذي يمر فيه لبنان، أثّر على حياة أهالي النبطية الإقتصاديّة، وصعّب أكثر سبل العيش في هذا الشهر. فتساءل سميح علي مرة "لماذا لا يعفون المحلات التجارية ويسمحون لها ان تفتح ولو خلال هذا الشهر لان مدخولنا تراجع مع التعبئة العامة، ومن اين نأتي بالافطار والسحور ومتطلباتهما الكثيرة". أما عبّاس قدوح فأشار إلى أن العائلة تصرف ضعفي ما تصرفه في اي شهر اخر، والعمل ممنوع والمحلات مقفلة التزاما بقرار التعبئة العامة، لكن "الله بيعوض، والوقاية من تفشي وباء الكورونا والالتزام في المنزل من افضل خيارات الدولة وحكومتها".