في نهاية شهر نيسان الجاري، أي بعد أسبوع فقط، يصل مطمر الجديدة الذي يستقبل نفايات كسروان والمتن الشمالي وبعض المناطق من العاصمة بيروت، الى قدرته الإستيعابيّة القصوى، ما يعني عملياً، أن حكومة حسان دياب ستكون أمام مأزق حقيقي إذا لم تتوصل الى حلٍّ سريع لهذه المشكلة. نفايات المناطق المذكورة أعلاه ستعود الى الشوارع لأنّ بديل المطمر لم يؤمّن بعد، وسبق لمطمر برج حمود أن أقفل قبل جاره في الجديدة بعد إمتلائه بنفايات الجبل القديم وبالنفايات الجديدة التي تكدست خلال أزمة العام 2015، ولأنّ الحل المستدام لمعالجة النفايات عبر معامل التفكك الحراري لم ينجز بعد بسبب الخلافات السياسية عليه.
في المعلومات، وبهدف التوصل الى حلّ لهذه الأزمة المرتقبة لأنّ الحكومة لا يمكنها أن تضيف الى جدول مصائبها الموروثة مصيبة إضافية، عقد دياب منذ أيام في السراي الحكومي إجتماعاً ضم وزير البيئة دميانوس قطار والنواب: الياس بو صعب، ادي معلوف، ابراهيم كنعان، الياس حنكش وادي ابي اللمع، ورئيسة إتحاد بلديات المتن ميرنا المر إضافة الى رئيسي بلديتي برج حمود مارديك بوغوصيان والجديدة انطوان جباره، وفي الإجتماع المذكور تسلّم دياب من المجتمعين إقتراحات عدّة للحل واعداً إيّاهم بعقد إجتماع آخر معهم بعد أيام قليلة لإتخاذ القرار النهائي بشأن المطمر البديل. وعلى رغم تكتّم المشاركين عن تفاصيل الإجتماع كونهم أعطوا وعداً لرئيس الحكومة بعدم التصريح، علمت "النشرة" أن إحتمال رفع مستوى الطمر في مطمر الجديدة الحالي لمتر ونصف المتر لإطالة عمره لم يعد وارداً في هذه المرحلة بسبب الإجماع على رفضه من قبل جميع الأفرقاء. بين الإحتمالات المطروحة للحل، نقل النفايات التي كان يستقبلها مطمر الجديدة الى مطمر الكوستابرافا، لكن هذا الطرح قد يلقى إعتراضاً شديداً من بلدية الشويفات ومن إتحاد بلديات الضاحية الجنوبيّة، لأنّ مطمر الكوستابرافا المخصص لنفايات بعبدا وعاليه والشوف والضاحية ومناطق من بيروت، يمكنه أن يعيش لسنتين ونيّف من دون نفايات كسروان والمتن وجزء من بيروت، ولكن معها لن يعيش أكثر من سنة قبل إمتلائه. ردم المنطقة البحريّة بين مطمري برج حمود والجديدة ونقل مرفأ الصيادين بهدف إنشاء خلية صحية للطمر لمدة سنة، هي أيضاً من الإحتمالات المطروحة وبقوّة على طاولة البحث لكن القرار لم يتّخذ بشأنها بعد. أما الحل الأنسب بيئياً ومادياً الذي يدرس ولكن بحذر سياسي شديد، فهو إعادة فتح مطمر الناعمة الذي يحوي على خليتين صحيتين قادرتين وبكلفة ماليّة مقبولة جداً على إستقبال النفايات لمدة تتراوح بين 8 و10 سنوات، لكن رئيس الحكومة يعرف جيداً أن إعادة فتحه لن تواجه أبداً بنعومة من قبل رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، الذي عبّر ولأكثر من مرة أن صفحة الناعمة قد طويت الى غير رجعة.
إذاً، أيام معدودة متبقية لإتخاذ القرار وإلا ستغرق شوارع كسروان والمتن وبيروت بالنفايات مجدداً، وعندها تقع الكارثة وكأنّ الناس في زمن أزمات الدولار والمصارف والصيارفة وغلاء الأسعار وكورونا، ستكون قادرة على تحمّل المزيد!.