أدى الحجر المنزلي إلى مزيد من إقبال المراهقين على وسائل التواصل الاجتماعي بغاية البقاء على اتصال مع الأصدقاء والمعارف وتبديد المخاوف من خطر وباء كورونا، لكن سوء استغلال هذه الوسائل قد يعرضهم إلى خطر الإدمان.
ويقول راينر توماسيوس إن استخدام وسائل التواصل الاجتماعي قد يخرج عن السيطرة ويصل إلى حد الإدمان، خاصة لدى المراهقين، مما يستلزم الخضوع للعلاج النفسي.
وأوضح رئيس المركز الألماني لإدمان الأطفال والمراهقين بمستشفى هامبورغ / إبندورف الجامعي أن أسباب إدمان وسائل التواصل غير معلومة على وجه الدقة حتى الآن، وإن كان الأطباء يرجحون أنها ترجع إلى مشاكل أسرية أو اجتماعية وقلة الإحساس بقيمة الذات، ما يدفع المرء للغوص في العالم الافتراضي.
وأشار علماء النفس إلى أن بعض المراهقين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لسد العواطف في داخلهم وشبهوا ذلك بمن يحاول أن يسد بركانا بقليل من الأحجار.
وأكدوا على أن هؤلاء المراهقين يصبحون مدمنين لدرجة تسيطر على حياتهم وهذا قد يؤدي إلى انفجار بركان العواطف الذي بداخلهم بشكل مضر جدا على صحتهم.
وأوضح الخبير توبياس دينلين، اختصاصي علم نفس الميديا بجامعة هوهنهايم الألمانية، أن أعراض إدمان وسائل التواصل الاجتماعي تتمثل في الاستخدام المفرط الخارج عن السيطرة، أي استخدام السوشيال ميديا طوال اليوم فور الاستيقاظ من النوم وقبيل الخلود إلى النوم.
وتشمل أعراض الإدمان أيضا إهمال الأنشطة الحياتية الأخرى كالعمل والدراسة والهوايات والعلاقات الاجتماعية الحقيقية، بالإضافة إلى أعراض الانسحاب في حال تعذر استخدام السوشيال ميديا، والتي تتمثل في اعتلال المزاج والعصبية وسرعة الاستثارة والعدوانية.
وقد تترتب على إدمان السوشيال ميديا عواقب صحية وخيمة تتمثل في اضطرابات النوم والبدانة وتشوه وضعية الجسم والاكتئاب.