علمت "الجمهورية" ان المراجع العسكرية والأمنية تستشعر خطراً شديداً بدأ يطلّ برأسه في العديد من المناطق، عبر تحرّكات غير بريئة يُخشى انّها تستبطن محاولة خبيثة لضرب السلم الأهلي.
وبحسب المعلومات، فإنّ الايام القليلة الماضية شهدت وتيرة مرتفعة من الاتصالات السياسية والعسكرية والأمنية، على خلفية التطوّرات التي بدأت تتوالى في اكثر من مكان، وتوقفت بشكل معمّق عند ما حصل في صيدا والبقاع الاوسط وطرابلس، من استهداف متعمّد وبطريقة غوغائية للقوى العسكرية. وتقاطعت فيها الخشية من سيناريوهات تخريبية للعبث بأمن البلد واستقراره.
وبحسب ما اكّدت عليه هذه الاتصالات، فإنّه من غير المقبول او المسموح ابداً محاولة جعل الجيش مكسر عصا، في الوقت الذي يتطلب فيه اعلى درجات الاحتضان للجيش، بوصفه المؤسسة الوحيدة الضامنة لاستقرار البلد وسلمه الاهلي، كما من غير المقبول ان يوضع الجيش بين فكّي كماشة الغوغائيين وصراع السياسيين.
ورداً على سؤال، أكد مرجع امني كبير لـ"الجمهورية" ان "الوضع دقيق، واذا كان هناك من يحضّر لسيناريوهات تخريبية معيّنة، فهذا ما لن يسكت عنه على الاطلاق الجيش، وسنكون له بالمرصاد وعلى اتمّ استعداد لاحباط اهدافه".
ولفت المرجع الى خطورة ما جرى، وخصوصاً في طرابلس، وقال: "لقد سبق ووجّهت تحذيرات الى كل القوى السياسية من الأجسام الغريبة التي تحاول ان تزرع الفوضى والانزلاق بالبلد الى عواقب وخيمة، كما وجّهت تحذيرات بعدم قطع الطرقات، وعدم الاعتداء على الاملاك الخاصة والعامة وتخريبها. وما حصل يدفعنا من جديد الى التأكيد بأنّ المسّ بالسلم الاهلي ممنوع، حق التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي مصان، انما تهديد السلم الاهلي، وتعطيل مصالح الناس اكثر مما هي معطلة، وتخريب الممتلكات خط احمر، والجيش، وبالتعاون والتنسيق مع سائر الاجهزة الامنية، لن يتهاون مع كل من يحاول الاخلال بأمن لبنان واللبنانيين".