هنأ رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين كاسترو عبد الله بعيد العمال قائلا: "العمال صناع التغيير، يا عمال وعاملات لبنان اتحدوا، في اتحادكم تستطيعون وقف المؤامرة التي تحاك ضد وطنكم وشعبكم، السيدات والسادة وسائل الاعلام وعبركم إلى كل الكادحين الصابرين في لبنان، لا أدري من أين أبدأ في هذا اليوم النضالي العظيم الذي تعمد بدماء أخوة لنا في الولايات المتحدة منذ 164 عاما، والذي أصبح يشكل، بالنسبة لنا نحن الكادحين المنتجين، بداية ومنطلقا من أجل تحقيق ما نصبو إليه، بعد أن تزايد الاعتداء على حقوقنا الأساسية، وأولها حق العمل وديمومته، وبعد أن كشفت انتفاضة 17 تشرين الأول 2019 مستوى الهدر والفساد وسرقة المال العام الذي تعانيه مؤسساتنا الدستورية منذ عشرات الأعوام".
وسأل: "أين نحن اليوم مما يجري على الصعيد العالمي، بعد التفاقم الاقتصادي الذي ازدادت حدته بفعل وباء كورونا وما فرضه علينا من تدابير وتراجعات؟ وأضاف: "إشارة، بداية، إلى أن العالم الذي نعيش فيه اليوم لم يخرج بعد من الأزمة العاصفة التي انفجرت في العام 2008، مخلفة وراءها دمار مؤسسات وبلدان، بخاصة في منطقتنا العربية، حيث تترافق الأزمة الاقتصادية والمالية غير المسبوقة مع حروب عدوانية مزقت أوطانا، ودمرت وهجرت شعوبا، وقتلت ملايين الأطفال في المشرق والمغرب العربيين".
وقال: "هذه الأزمة أثرت بشكل كبير على وطننا الممزق أصلا، والذي كان يعاني كثرة السرقات والهدر التي أوصلت البلاد اليوم إلى قعر الهاوية ورمت بشبابه في مهب الريح. وإذا كنا قد استفقنا في العام الماضي لنجد أن البلاد أصبحت على شفير الافلاس، فإننا اليوم، وبفعل الطغمة المالية التي تسيطر على نظامنا ومقدراتنا، نقترب بخطى حثيثة نحو الكساد العظيم، وما يمكن أن ينتج عنه من مجاعة أصبحت على مقربة منا، بعد أن لجأ البعض إلى سرقة ما تبقى من المال العام مضافا إلى جنى عمر صغار المودعين في المصارف وحوله إلى حسابات خارجية. وفي ظل هذا الكساد، الذي فاقمه وباء كورونا وما نتج عنه من إقفال المؤسسات الانتاجية ورمي عمالها وعاملاتها في الشارع، وبالاستفادة من قرار التعبئة العامة الذي أوقف الانتفاضة وأخلى الشوارع من المحتجين، عادت نغمة الانقسام الطائفي والحرب الأهلية إلى الواجهة وتكاثرت الخطوط الحمراء المذهبية الهادفة إلى حماية المرتكبين. ودخل مجلس النواب، ومعه الحكومة، في تلك الصراعات التي يمكن أن تؤدي بلبنان إلى الخراب الكامل، بخاصة مع تفلت الدولار من عقاله وتخطيه الـ 4200 ليرة وانعكاس ذلك على أكثر من صعيد".
وشدد على انه "لم يعد بالامكان السكوت عما يجري، لأننا لن نسمح لأحد بأن يأخذ منا تعبنا وجنى عمرنا، أو أن يتلاعب بمصير أولادنا وأطفالنا المهددين بالمرض والجوع، بينما أولاد المتلاعبين ينعمون بالرفاهية التي يؤمنها لهم آباؤهم بفضل ما أنتجناه نحن وسرقوه من أمام أولادنا. من هنا، نطالب الحكومة، ومعها السلطة التشريعية، بتحمل مسؤولياتها والإسراع في وضع خطة إنقاذ اقتصادية واجتماعية وطنية لمنع الوصول إلى الصورة القاتمة التي ترتسم أمام أغلبية اللبنانيين. وفي الوقت عينه، ندعو العمال والمستخدمين ومعهم الموظفين وكل ذوي الدخل المحدود إلى التأهب والاستعداد لدرء الخطر عن الوطن والشعب".