بسم الله الرحمن الرحیم، إجتمع العالم كله على حدث واحد وتساوى الجميع بإتجاه مشكلة واحدة، وهنا تكمن حقيقة الانسان: كلكم من ادم، وآدم من تراب، حدث يستحق وقوف بني البشر عنده ليعلموا أن الخلق واحد، والخالق واحد وتساوى الناس أمام أمر لم يكن أحداً يتوقعه فضلاً أن يكون مستعداً له.
واحدة من حكمة الصيام هو تساوي بني البشر طوع إرادتهم وشعورهم بالمسؤولية أمام عوز الآخرين وإهتمام الغني بالفقير والقوي بالضعيف والأبيض بالأسود وأن تلتغي كل الفوارق، إلا إن الإنسان أبى الرضوخ لهذا الواقع حتى أدركه ببلاء عظيم وها هو اليوم يدرك أن الناس سواسية أمام هول ما نمر به.
أيها الناس شهر رمضان محطّة زمنيّة تريد منّا أن نعمل على أساس واحد كلّنا عيال الله، فلنتنافس في خدمة عياله والعمل على رفع الحرمان عنهم.
ما نشاهده اليوم كيف إلتغت كل الفوارق وأصبح العالم أمام همٍ واحد كيف الخلاص مما نحن فيه، وهو لا يتعدى كونه فايروس لا يرى بالعين ولم يستطع أحداً أن يدركه حتى بالوسائل الأخرى، بل وقف الجميع أمامه حائر لا يدري أين السبيل.
شهر رمضان موسم أراده الله سبحانه وتعالى أن يكون نقطة تنبيه ومحطة تركيز لكل من يعيش من حولنا وما يجري علينا.
وعلى المسؤولين والمتصدّين لإدارة الشأن العام أن يعلموا أنهم في موقع من حق الناس أن يحاسبونهم ويطالبونهم برفع الحرمان وتحقيق العدالة؛ المجتمع وصل إلى حدّ لا يستطيع معه الصبر والتحمّل وأخص بالخطاب هنا أولئك الذين أخذوا على عاتقهم أن يكونوا صوت كل مظلوم ومضطهد، ولا نريد أن تصل الأمور إلى حد تخرج عن السيطرة وعندها تحملون وزر من سبقكم بالفساد والإفساد. نناشد كل الشرفاء والغيارى أن ينظروا إلى حال الناس بعين الرحمة والرأفه فنحن الآن ندخل في رحاب شهر الرحمة والغفران إلى رحاب ضيافة الله تعالى، فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء، وصارحوا الناس بالواقع والحقيقة ولا تسمحوا لأنفسكم أن تكونوا شهداء زور، فإننا جميعاً بعين الله تعالى وعلمه.
نسأل الله عز وجلّ أن يوقد فينا روح المسؤولية في هذا الشهر المبارك للعودة الى أصول إنسانيتنا وسبب خلقنا، الا وهو أن نحسن العبودية لله الواحد، ونرفع الظلم عن بعضنا البعض ونتسابق جميعاً لخدمة عباده ورفع الجور عنهم، وكفى لهذا الإنسان المسكين أن يبقى يعيش تحت رحمة مصالح أصحاب النفوذ والسلطة.
وأعاد الله علينا هذا الشهر ونحن بأمن وأمان من جور الوباء وظلم الحكّام.