أشار نقيب محرري الصحافة اللبنانية جوزيف القصيفي، في حديث لـ"النشرة"، إلى أن "اليوم العالمي لحرية الصحافة يحلّ هذه السنة وسط تفشّي جائحة كورونا، التي غزت الكرة الأرضية بأسرها، وتسببت بتداعيات كبيرة من شأنها أن تُحدث تغييرًا جذريًا في ثقافة الحياة على المستوى الدولي، وحتى تغيرات إستراتيجيّة على المستويين السياسي والاقتصادي".
ورأى القصيفي أن "الصحافيين في هذا اليوم يقفون وسط هذه التطورات الخطيرة مؤدّين دور الشاهد والشهيد في آن معًا، الشاهد على هذه الكارثة الدولية وتردداتها وما ستخلف من مآسٍ، ولكنهم في الحقيقة هم الشهداء الأحياء الذين يعانون منذ سنوات، ولعل هذه السنة هي الأكثر وطأة وإيلامًا من إضطهادات على مسارح الأحداث في العالم بأسره".
وعن واقع الصحافيين والصحافيات في لبنان، لفت القصيفي إلى أن "الصحافيين بشكل عام أخذوا نصيبهم من العنف المفرط الذي استخدم ضدّهم خلال مراحل الإنتفاضة الشعبيّة التي إنطلقت في 17 تشرين الأول من العام الماضي، وهم يقومون بتغطية الأحداث"، مؤكدًا أنه "كانت لنقابة محرري الصحافة اللبنانية المواقف المندّدة وحتى المتابعة الدؤوب في ملاحقة الأحداث واجراء الاتصالات مع المعنيين لوقف هذا التمادي بحق من وضع روحه على كفّه ودخل المعترك لينقل إلى الناس حقيقة ما يدور على الأرض"، مشدّدًا على أن "هناك شهادة تفوق أيّ شهادة أخرى، وهي ما يحل بزميلاتنا وزملائنا في لبنان وعلى امتداد العام بأسره نتيجة الأحوال الاقتصاديّة المترديّة من بطالة وفقر وإنكار حقوق وعدم دفع رواتب بإنتظام والامتناع عن سداد التعويضات مع خسارة الكثير منهم لوظائفهم".
وركّز نقيب المحررين على أن "الدولة التي تسعى للإهتمام بكل القطاعات لا تولي القطاع الصحافي والاعلامي ما يستحق من اهتمام"، مؤكّدًا أنه "أحد القطاعات الحيّة الملازمة لعمل الدولة والمواكبة له، كما أنه الأذن اللاقطة لنبض المجتمع ولحركة الناس، وبالتالي هذا القطاع الذي كان منتجًا ويستوعب الآلاف من العائلات موفرًا لها العيش الكريم، بات يعاني اليوم من عثرات أجزاء منها من مسؤولية بعض أصحاب المؤسسات الاعلاميّة الذي تبدّى بهم الجشع وسوء الادارة وعدم التبصر بما ستؤول اليه الأمور، كما أن هناك مسؤولية على كاهل الدولة التي يجب أن تقوم بمبادرة ما للحفاظ على الصحافة الورقيّة ودعم الاعلام المرئي والمسموع والصحافة الالكترونيّة، وذلك بايجاد اطار يوفّر التمويل اللازم وفق برنامج مدروس، خصوصًا أن لهذا الأمر منافع كثيرة".
وفي الختام، شدد القصيفي على أنه "في اليوم العالمي لحريّة الصحافة نرى أنّ الحريّة هي قدر الصحافي والاعلامي ومن دونهما لا يتمكن من تأدية رسالته، فلا حرية من دون حقيقة ولا حقيقة من دون حرية، وهذا التلازم بين المفهومين يجعل الصحافي والإعلامي في الصفوف المتقدّمة للمجتمعات الانسانية"،مضيفًا: "من هنا وانطلاقًا من أن الصحافة والاعلام هما ضمير الأوطان ويمثلان نبض الشعوب وتطلعاته، من الواجب حماية كل العاملين في هذا القطاع وتوفير كل أسباب الحرية والكرامة الانسانية والاجتماعية لهم كي يبقوا المنارة الهادية والصوت الهادر".