أكد سفير لبنان السابق في واشنطن رياض طبارة، في حديث لـ"النشرة"، أن ليس من مصلحة الولايات المتحدة الأميركية أن ينهار لبنان، كما أن ذلك ليس من مصلحة أي فريق آخر فاعل في المنطقة، وكل فريق لأسباب مختلفة، معتبرًا أن "الجانب الأميركي يهاجم "حزب الله" على الدوام وينتقد تأثيره على الحكومة اللبنانية ويفرض عليه العقوبات، ولكن في الوقت نفسه لا يريد للبلد أن ينهار، كما أنه يساند الحكومة ضمن حدود معينة".
ورأى طبارة أن "ليس أمام لبنان أيّ حل داخلي للخروج من أزمته الراهنة، ولا بد من مساندة خارجية له، وبطبيعة الحال أي مساعدة من هذا النوع ستكون من أميركا والغرب أي صندوق النقد الدولي"، مؤكدًا أنه "ذراع أميركية وتم تنظيمه على هذا الأساس، بحيث تملك الولايات المتحدة الأميركية 17 بالمئة من الأصوات داخله، وتملك مع حلفائها أكثر من 50 بالمئة وبالتالي أي قرار يتخذه بحاجة إلى موافقتها"، لافتا إلى أن "أي تغيير في قوانينه بحاجة لـ85 بالمئة من الأصوات، وبالتالي أميركا تملك حق النقض الفيتو، وهكذا تضمن ألاّ يحصل أي تغيير في قوانين الصندوق إلا بموافقتها".
وشدّد طبارة على أن "لا خيارات بديلة أمام لبنان، وحتى "حزب الله" سلّم بهذا الموضوع مع العلم أن المنظومة الإيرانية ترفض اللجوء اليه، ورغم ذلك قدم الحزب تنازلا لأن لا بديل أمامنا"، معتبرًا أن "شروط صندوق النقد الدولي في الجانب الاقتصادي ستكون مؤلمة، وشئنا أم أبينا سيكون هناك الشروط السياسية كما حصل مع أكثر من دولة في اميركا اللاتينية، ومن الطبيعي وجود ثمن سياسي للمساعدة الغربية، وأعتقد أن النفوذ الاميركي سيتوسع".
ولفت سفير لبنان السابق في واشنطن إلى أنه "على ما يبدو هناك حوار أميركي-روسي لحل قضايا المنطقة وبالتالي لن يكون الملف اللبناني عائقًا أمام هذا الحوار"، مؤكدًا أن "المشاكل في سوريا ولبنان والعراق غير مرتبطة ببعضها ولكن الحلول ستكون مترابطة بكل تأكيد".
ورأى طبارة أن "وجود تراجع في الموقف الإيراني، رغم أن طهران لا تزال متماسكة وهي تعلم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بحاجة لإنجار ما في السياسة الخارجية، بعد فشله في أفغانستان وكوريا الشمالية"، لافتا الى ان "إيران بحاجة إلى حلول لأن إقتصادها ينهار ولم تعد قادرة على التحمل، وإعادة إنتخاب ترامب لولاية جديدة يشكل مصيبة بالنسبة لها"، معتبرا أن "الحل الروسي-الاميركي في حال حصل لن يكون لصالح الجمهورية الاسلامية، بل ان تركيا وإيران سيأخذان جوائز ترضية، بينما الحصة الاساس ستقسم بين الولايات المتحدة وروسيا على حساب بقية اللاعبين"، مشيرا إلى ان "من مصلحة واشنطن وموسكو على حد سواء أن يتبلور الإتفاق بين الجانبين قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية، وذلك لعدة أسباب، خصوصا ان روسيا غير قادرة على تحمل المزيد من الاعباء الاقتصادية، كما وأنها حققت كل مطالبها واهدافها في سوريا، وكل ما تحتاجه اليوم هو الختم الأميركي".