من بيروت العروبة بيروت المقاومة، رسالة قومية عربية إلى شعب فلسطين والى أحرار الأمة العربية.
*أيها الإخوة الفلسطينيون يا أحرار الأمة العربية.
إن يوم القدس العالمي ليس يوماً كباقي الأيام وليس مجرد مناسبة لاعتلاء المنابر وإلقاء الخطب الرنانة التي تذكرنا بالقدس وبهويتها العربية فحسب، لأن قلوبنا ترحل الى القدس في كل يوم وأنظارنا تشخص الى شوارع القدس في كل ساعة.
يوم القدس هو يوم الواجب الإلهي لثبيت المثبت ولتأكيد المؤكد على وجهة البوصلة نحو أولى القبلتين ولإحقاق حقنا العربي في مقاومة المحتل لتبقى القدس عربية الهوية عاصمة أبدية لفلسطين العربية.
يوم القدس العالمي هو يوم رسالة إلهام لأجيالنا العربية بضرورة التمسك بشعلة التحرير الدائمة التي تنير دربهم النضالي لاستكمال مسيرة تحرير القدس وتحرير كامل فلسطين من احتلال أجرم في حق شعب فلسطين وفي حق الأمة العربية.
*أيها الاخوة الفلسطينيون، أيها المقدسيون الأحرار الصامدون في فلسطين:
إن فلسطين 1948 تعرضت لتهجير سكانها واحتلال جزء من أرضها بموافقة وتواطؤ بين بريطانيا وأنظمة عربية، و فلسطين 1967 تعرضت أرضها لمزيد من الاحتلال فتقلصت مساحتها واحتلت زهرة المدائن أيضاً بتواطؤ مكشوف بين أنظمة عربيه وبين أمريكا، وفلسطين أوسلو سلبت حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. أما فلسطين 2020 مع صفقة القرن فهي في طور الإلغاء عن الخارطة وبتشجيع من الانظمة العربية ذاتها المتواطئة والمطبعة مع الكيان الإسرائيلي.
فلسطين تتكالب عليها قوى الشر والظلم العربية تارة عبر إبرام اتفاقيات جانبية مع الوسيط الأمريكي والتي أثبتت, فشلها، أو بالشروع في مفاوضات عقيمة مع العدو المحتل, أو عبر تطبيع إعلامي وسياسي وإقتصادي مع الكيان الصهيوني.
*إخوتي في فلسطين العربية:
في يوم القدس أتوجه اليكم بقلب صادق وبعقيدة قوميه عربية راسخة لنؤكد على مبدأ الوحدة الفلسطينية بكل أطيافها لأن الوحدة الفلسطينية هي الدرع الأساس في الدفاع عن كل فلسطين ولأن وحدتكم تشكل سداً منيعاً بوجه مخططات العدو الهادفة الى شق الصف الفلسطيني وتشتيت بوصلتنا لتسهيل تمرير صفقات مشبوهة على حساب فلسطين التاريخية، فاتحدوا ووحدوا صفوفكم وكونوا كالبنيان المرصوص كتفاً بكتف للذود عن فلسطين كل فلسطين وعن شرف الأمة.
*أيها الفلسطينيون أيها المقاومون الأشاوس:
إن ما تشهده فلسطين اليوم هو مظلومية القرن بحق التاريخ وبحق وطن وشعب مقهور. و لطالما كانت وحدتكم الفلسطينية المدعومة من أحرار الأمة والعالم هي المظلة التي تقي فلسطين من الضياع والأساس الدافع لمقاومة المحتل فلن تخيفنا لا صفقة القرن ولا غيرها مما يعدون من تزوير لتاريخ ولجغرافية فلسطين من بحرها الى نهرها، ومهما حاولوا تضييق الخناق والحصار ومهما مارسوا لعبة التجويع بالترغيب أو بالترهيب لأن كل من تواطؤوا مع العدو المحتل وداعميه سيصابون بلعنة القرن، فلا تخافوا ولا تجزعوا ولو تكالبت أمم الارض عليكم وعلى أحرار الأمة، ولن يَنفذوا ولن يتمكنوا من كسر إرادة شعب فلسطين والمقدسيين على وجه الخصوص، ولن يتمكنوا من كي وعي أجيالنا العربية ولن يستطيعوا فرض إرادة أمريكا علينا أو جعلها قدراً لا بد منه طالما بقي الموقف الفلسطيني موحداً في مقاومته بوجه الأمريكي وبوجه كل المتواطئين على فلسطين العربية.
*يا شعب الجبارين
إن الحق المغْتَصَب، لا يُستًرد بإبرام صفقات سلام واهية و مذلة بين صاحب الحق المُغتصَب وبين عدو محتل مغتصِب أو بمجرد دعم مالي تقدمه أنظمة عربية متواطئة تعودت شراء الذمم، لأن كل أنواع المفاوضات مع المحتل الاسرائيلي قد أثبتت عقمها ولأن التاريخ أثبت أن ما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة، فلا سلام ولا مساومة ولا اعتراف بالمحتل مهما بلغت الضغوط.
إن فلسطين هي القضية، أما القدس فهي تمثل نبض القضية ويجب أن تكون الهدف الجامع لكل الفلسطينيين والعرب الخُلّص للدفاع عنها والعمل على تحريرها وبقائها في قلب الأمة النابض والعاصمة الأبدية لفلسطين العربية.
*أيها الإخوة في فلسطين:
إن هول ما تتعرض له القدس من محاولات التهويد ومحاولات التغيير الديموغرافي يجب أن يكون الدافع الرئيسي نحو ترسيخ وحدة الموقف الفلسطيني بكل أطيافه ليكون القاطرة للأحرار في الأمة العربية، والأساس لبناء الأرضية الصلبة الداعمة لانتفاضة الشعب الفلسطيني واعتماد المقاومة ضد الاحتلال خياراً وحيداً استراتيجياً لتحرير فلسطين من براثن الاحتلال الإسرائيلي ولدحر المؤامرة التي تحاك بحق زهرة المدائن القدس.
إن الدفاع عن القدس وحماية هويتها العربية، هو واجب قومي عربي وواجب فلسطيني جامع مهما بلغت التضحيات ، فالقدس ترخص لأجلها الأرواح والدماء.
*أيها الاخوة:
إن دماء الشهداء التي سالت لأجل فلسطين والقدس أمانة في أعناقنا فاجعلوا منها مشعلاً يضيئ درب وحدتكم وذخيرة حية لأجيال فلسطين تستمد منها فعل انتفاضة مجيدة ضد العدو الاسرائيلي، فلا تخذلوا الشهداء، وحافظوا على العهد والوعد وازرعوا الأمل والوعد الصادق في أجيالنا القادمة، لتفخر بكم وبنضالكم، واجعلوا البوصلة دائماً نحو الهدف المنشود وهو تحرير القدس وكل فلسطين من البحر الى النهر .
*أيها الفلسطينيون أيها المقدسيون:
أقول لكم وإني على يقين مخلص لفلسطين: إن ضاعت القدس فقد ضاعت كل فلسطين، وإن ضاعت فلسطين ضاعت الأمة العربية وضاع معها تاريخها وعزتها وكرامتها وحضارتها. والعياذ بالله.
القدس فيها تلتقي الأديان والحضارات وعظمة الرسالات الإلهية التحررية إيماناً و انتصاراً للحق وللإنسانية،
القدس هي بوصلة الأمة ومجدها وتاريخها، القدس هي قطب الرحى، فانتفضوا نصرة للقدس وقاوموا الاحتلال واجعلوا من انتفاضتكم ومقاومتكم آية تُدرّس في كُتب النضال المشرّف، لتبقى القدس عربية الهوية موحدة و عاصمة لفلسطين العربية شاء من شاء وأبى من أبى.
*في الختام أقول لكم:
من تخلى عن القدس تخلى الله عنه وهزمه، ومن أعز القدس أعزه الله ونصره، وإنني على ثقة بأن نضالنا مستمر ومقاومتنا باقية وبزخم أكبر وحتى ينقطع النفس حتى تحقيق النصر بتحرير القدس وحتى اندحار الاحتلال عن كل فلسطين.
القدس ستعود إلينا محررة و ستبقى عربية الهوية عزيزة منتصرة وعاصمة فلسطين العربية مهما طال الزمن والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.