أشار المتحدث باسم أمين عام الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إلى أن "وباء كورونا يتسبب في معاناة إنسانية هائلة وضغط إضافي على النظم والاقتصادات والمجتمعات الصحية، وخاصة تلك التي أضعفتها بالفعل سنوات من الصراع المسلح"، موضحًا أن "كوفيد 19" لا ينشر المرض والوفاة فقط، بل يدفع الناس إلى الفقر والجوع".
ولفت دوجاريك إلى أن "بعض القادة يستغلون الوباء لاعتماد تدابير قمعية، ولذلك أصبح من الصعب حماية الفئات الأكثر ضعفاً. وينطبق هذا بشكل خاص على مناطق النزاع، حيث تعرض المدنيون بالفعل لمخاطر كبيرة"، منوّهًا بأن "بعثة الأمم المتحدة في ليبيا وثقت مقتل ما لا يقل عن 58 مدنياً وجرح 190 آخرين بين 1 نيسان و18 أيار".
كما أفاد بأن "عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام هي إحدى أكثر الوسائل فعالية لحماية المدنيين في مناطق الصراع حول العالم"، منوّهًا بالتقرير الذي أشار إليه الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والذي كشف فيه عن قتل أو جرح أكثر من 20 ألف مدني في عشر نزاعات فقط: أفغانستان وجمهورية إفريقيا الوسطى والعراق وليبيا ونيجيريا والصومال وجنوب السودان وسوريا وأوكرانيا واليمن، موضحًا أن "الرقم فقط للحوادث التي تم التحقق منها من قبل الأمم المتحدة، هو مجرد جزء من المجموع".
وألإاد دوجاريك بأنه "للسنه التاسعة على التوالي 90% من الأشخاص الذين قتلوا، هم بسبب الأسلحة المتفجرة في المناطق المأهولة بالسكان من المدنيين"، حاثًا جميع الحكومات على الالتزام القوي بتجنب استخدام الأسلحة المتفجرة ذات الآثار واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان"، مؤكدًا أن "هناك 135 مليون شخص يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد في العالم يعيش أكثر من النصف في البلدان والأقاليم المتضررة من النزاع. وهناك توقعات بزيادة حادة في العدد بسبب جائحة كورونا".
بموازاة ذلك، أشار إلى أنه "تم الإبلاغ عن العنف ضد العاملين في المجال الإنساني والأصول على نطاق واسع. في أفغانستان، حيث قتل 32 عاملاً في مجال الإغاثة وجرح 52 وخطف 532. في اليمن، كان هناك ما يقرب من 400 حادثة عنف ضد العاملين في المجال الإنساني والأصول الإنسانية. ويمثل الموظفون الوطنيون أكثر من 90% من القتلى والجرحى ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، قُتل 199 عاملاً في الرعاية الصحية في أكثر من 1000 هجوم في عام 2019".