شدّد قائد الجيش العماد جوزاف عون على أنّ "الأوضاع الراهنة لن تُثني المُؤسّسة العسكرية عن مُهمّتها الأساسية، وهي مُواجهة العدوّين الإسرائيلي والإرهابي، وصدِّ أيِّ مُحاولة منهما للنيل من وحدتنا الوطنية، وذلك يتطلّب أعلى درجات الجهوزية والشجاعة والانضباط".
مواقف العماد عون، جاءت خلال تفقّده قيادة لواء المُشاة السابع - "ثكنة اللواء الشهيد فرنسوا الحاج" في مرجعيون، حيث هنّأ العسكريين بمُناسبة الأعياد.
اختار قائد الجيش تلك الثكنة لتقديم التهاني للعسكريين، بمُناسبة أعياد الفصح والفطر والتحرير، بما لها من معانٍ كبيرة لديه.
فهي تحمل إسم مُدير العمليات في الجيش اللواء الركن الشهيد فرنسوا الحاج، الذي اغتيل باستهداف سيارته في بعبدا، على أيدي الإرهاب بتاريخ 12 كانون الأول 2007.
وفيها ذكريات خاصة بالعماد عون، حين كان يتولّى قيادة اللواء التاسع، مُتّخذاً من الثكنة مقرّاً لقيادته بين عامَيْ 2014-2015، قبل انتقاله إلى عرسال ليتولّى قيادة الجبهة منذ تشرين الأوّل 2016، بمُواجهة الإرهاب، إلى حين تعيينه قائداً للجيش بتاريخ 8 آذار 2017، فقاده لتحقيق نصر على الإرهاب في عملية "فجر الجرود" في آب 2017.
يُدرك العماد عون أنّ المهام جِسامٌ على كاهله، والمُؤسّسة العسكرية التي يتولّى قيادتها، في ظروف صعبة ودقيقة، لتكون المُؤسّسة الحاضنة والعمود الفقري للمُؤسّسات الأمنية والعسكرية في البلد، التي على الرغم ممّا تتعرّض له من قصف، بقيت عصيّةً على التكتّلات المذهبية والطائفية والمناطقية، ومُحافِظة على الانصهار الوطني بما تُشكّل من ملاذٍ آمن.
هنا يُسجَّل للعماد عون نجاحه في إرساء عقيدة الجيش، وإبعاده عن السياسة والطائفية، وحماية حراك الثورة مُنذ انطلاقتها في 17 تشرين الأول 2019، وحفظ أمن المُتظاهرين مع الحفاظ على حماية المُواطنين والأملاك العامة والخاصّة من أيدي العابثين، على الرغم ممّا دفعه الجيش من تضحيات في سبيل ذلك.
كذلك تصدّي الجيش للعدو الإسرائيلي على الحدود الجنوبية، وعملائه وشبكاته في الداخل، والإرهاب على الحدود الشرقية، وخلاياه في الداخل، في الوقت ذاته مع القيام بالمهام اللوجيستية والإغاثية والحياتية.
هذا كان موضع تقدير عربي ودولي وإجماع لبناني على المُؤسّسة الحاضنة، وخشبة الخلاص للوطن بقيادة العماد عون.
ذلك ليس غريباً على العماد المغوار جوزاف عون، إبن بلدة العيشية الجنوبية، التي امتازت بمكانها الجغرافي، كصلة وصل بين مُحافظات: الجنوب، النبطية، البقاع وجبل لبنان، بما تُشكّل من نموذج للتعايش الوطني الطبيعي، وهي التي دفعت الضريبة في بداية الحرب العبثية.
لكن الراحل خليل عون، الذي آمن بالمُؤسّسة العسكرية، وناضل في صفوفها، دفع بنجلِه جوزاف إلى الانخراط في صفوفها منذ العام 1983، فتطوّع تلميذَ ضابطٍ في الكلية الحربية، التي تخرّج منها في 6 أيار 1985 برتبة مُلازم.
يوم دخل إلى المُؤسّسة العسكرية كان في سن الـ19، وأمضى فيها ضعفَي المُدّة مع 5 قادة، هم: إبراهيم طنوس، ميشال عون، إميل لحود، ميشال سليمان وجان قهوجي، قبل أنْ يُصبح القائد الـ14 للجيش، فكان دائماً في الميدان بين العسكريين، وما زال يحرص على ذلك حتى بعد تولّيه قيادة الجيش.
هكذا ربّى الوالدان خليل وهدى أولادهما الأربعة: جوزاف، رفيق، دوللي وداني، على حب الوطن والدفاع عنه، والتواضع، وعمل الخير، والتسلّح بالعلم، فهو كنز المعرفة والرقي، فاكتسبوا رضى الوالدين.
"أبو جوزاف"، الذي أورث اسمه إلى حفيده خليل، رحل قبل ثلاثة أسابيع من تعيين ابنه قائداً للجيش في 8 آذار 2017، لكن الوالدة هدى كحّلت عينيها بتلك اللحظة مع أفراد العائلة، وعقيلته نعمت نعمه وولديه خليل ونور.
في كلمة العماد عون في مرجعيون، ثمّن جهود العسكريين في "حفظ الاستقرار عند الحدود الجنوبية بالتنسيق مع قوّات الأُمم المُتّحدة المُؤقتة في لبنان تطبيقاً للقرار 1701 ومُندرجاته".
وأكّد على "ضرورة الاستمرار في تطبيق تعليمات الوقاية من فيروس "كورونا"، بعدما تمَّ ضبط تفشّيه بفعالية خلال المرحلة السابقة".
وشدّد العماد عون على أنّ "الجيش جزء من هذا المُجتمع، الذي نتفهّم همومه ومطالبه المعيشية، وفي الوقت نفسه تُدرك قيادة الجيش الظروف المادية الصعبة التي يُعاني منها العسكريون، وهي تسعى بأقصى طاقاتها لتخفيف العبء عنهم، وضمان حقوقهم وحقوق عائلاتهم في العيش الكريم. وقد بذلت وحدات الجيش جهوداً استثنائية منذ بداية الحراك الشعبي في 17 تشرين الأول 2019 لحماية السلم الأهلي من مُمارسات الأشخاص المُخلّين بالأمن وصون حرية التعبير السلمي عن الرأي".